في موقف نادر ومؤثر، أعلن المواطن اليمني عبدالله مسعود، وبكل فخر واعتزاز، عن تحديد مهر ابنته بمبلغ 500 ألف ريال يمني فقط، بالإضافة إلى دبلة وكسوة بسيطة، مؤكدًا استبعاده الكامل لما وصفه بـ"البدع وخزعبلات النساء" مثل حفلات الخطوبة والمظاهر المكلفة التي باتت عائقًا أمام الزواج في اليمن.

وقال مسعود في رسالة علنية تزامنت مع إعلان خطوبة ابنته بركة للشاب ضياء شايف عتيق الوري، إن هذا القرار جاء اتباعًا لسنة نبينا محمد ﷺ، ومراعاة للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، معتبرًا أن الزواج يجب أن يبنى على البساطة والمودة والرحمة، لا على التفاخر والمغالاة.

وأضاف بنبرة تفيض بالمسؤولية والصدق: "والله العظيم، حتى لو كان مهرها 100 مليون فلن يرفع من شأنها شيئًا، ولو كان 10 آلاف ريال فلن ينقص من قدرها شيئًا. الزينة الحقيقية للمرأة هي في علمها، وأخلاقها، وطاعتها لربها وزوجها.. أما الذهب، فلن يكون زينتها."

وشدد على أن قراره لم يكن نتيجة فقر أو عجز، بل عن وعي وقناعة وإيمان عميق، قائلًا: "بفضل الله، أستطيع أن أشتري لها من الذهب ما يزينها من رأسها إلى قدميها، وليس ذلك ببخل، فالبخل ليس من صفاتي، ولكنني أبحث عن البركة لا المظاهر الزائفة."

وأكد عبدالله مسعود أن هذه الخطوة ليست مجرد قرار عائلي، بل دعوة صادقة لكل الآباء والأمهات في اليمن إلى التوقف عن إثقال كاهل الشباب بالتكاليف الباهظة، والعودة إلى جوهر الزواج الحقيقي المبني على التفاهم والرحمة والبساطة.

وقال مخاطبًا المجتمع: "اتقوا الله في بناتكم وأبنائكم.. الزواج ليس ميدانًا للمباهاة والتكلف، بل ميثاق غليظ يجب أن نبنيه على المحبة والستر.. حفلات الخطوبة والذهب الزائد وكلام النساء وخزعبلاتهن أصبحت سُمًا اجتماعيًا يضر ولا ينفع."

وختم رسالته بدعاء صادق لابنته وخطيبها: "أسأل الله أن يجعل في هذه الخطوة الخير والبركة والصلاح، وأن يوفق ابنتي بركة وخطيبها ضياء، وأن يكتب لهما حياة طيبة ملؤها السعادة والتقوى."

وبهذا المنشور الذي أشعل الترند في اليمن، يكون عبدالله مسعود قد أطلق نداءً عابرًا لحدود المحافظات شمالاً وجنوبًا، يدعو فيه إلى كسر قيود العادات التي أصبحت سببًا رئيسيًا في تأخر الزواج وكثرة العزوبية، ويؤكد أن البساطة ليست فقرًا.. بل وعي، وأن البركة لا تسكن الذهب، بل تسكن القلوب المؤمنة المتوكلة على الله.