دخلت ميليشيا الحوثي مرحلة عزلة غير مسبوقة، عقب ضربات جوية إسرائيلية دقيقة استهدفت مطار صنعاء الدولي وعددًا من الطائرات المدنية التي كانت تُستخدم سرًا لنقل قيادات حوثية رفيعة داخل اليمن وخارجه.

وأكدت مصادر مطلعة ، اليوم الخميس، أن هذه الضربات أدت إلى شلل كامل في حركة الطيران الحوثية، ومنعت عودة عدد من القيادات البارزة إلى اليمن، بعد تدمير المدارج وبعض الطائرات التي كانت تشكل “ممرات خلفية” للتنقل السياسي والعسكري للجماعة.

ووفق المصادر، فإن العديد من القيادات الحوثية عالقة حاليًا خارج البلاد، في عواصم إقليمية وأوروبية، بعد أن كانت تستخدم مطار صنعاء كمنفذ آمن للسفر والتواصل. وأصبح آخرون عاجزين عن مغادرة اليمن للعلاج أو المشاركة في الاجتماعات الدولية، ما خلق ارتباكًا كبيرًا داخل هرم الجماعة.

وفي سياق متصل، أوضحت المصادر أن القبض على القيادي الحوثي الشيخ محمد أحمد الزايدي، أحد أبرز مشايخ خولان، ونائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، هشام شرف، داخل مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، شكّل ضربة أمنية مؤلمة وكشف عمق الأزمة اللوجستية الخانقة التي تمر بها الجماعة.

وتوسعت الضربات الجوية الإسرائيلية لتشمل أهدافًا حيوية في محافظة الحديدة، حيث تم تدمير موانئ رئيسية ومصانع أسمنت ومحطات كهرباء، وهو ما زاد من عزلة الحوثيين، وأثر مباشرة على سلاسل الإمداد والأسلحة والتمويل.

وتأتي هذه التطورات في سياق تصعيد عسكري إقليمي متزايد، على خلفية اتهامات دولية للحوثيين بتهديد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وتحولهم إلى أداة للفوضى في المنطقة.