في إنجاز دبلوماسي لافت ضمن جهود الجالية الجنوبية في روسيا الاتحادية، التقى الطالب الجنوبي عبدالرحمن ياسر معوضة، بوزير الطاقة الروسي سيرجي يفجينيفيتش، وذلك على هامش منتدى "إنجير 2025" للطاقة، الذي استضافته مدينة قازان بمشاركة نخبة من مهندسي الطاقة الشباب من مختلف أنحاء روسيا.

ويعد معوضة أحد الطلاب المتميزين في السنة الثالثة لتخصص إنتاج الطاقة في الجامعة الروسية لصداقة الشعوب بالعاصمة موسكو، حيث استثمر حضوره في المنتدى لعرض أزمة الكهرباء المزمنة التي تعاني منها العاصمة عدن، مشيراً إلى الانقطاعات المتكررة التي تصل إلى 20 ساعة يومياً، وانعكاساتها القاسية على الحياة اليومية، لا سيما في ظل موجات الحر الشديدة.

وأوضح معوضة خلال حديثه مع الوزير الروسي الخلفية التاريخية للعلاقات بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والاتحاد السوفيتي، مستعرضاً دور الخبرات السوفيتية في إنشاء البنية التحتية للطاقة في الجنوب، وضرورة إحياء هذا التعاون في ظل التحديات الراهنة.

من جانبه، ثمّن وزير الطاقة الروسي مبادرة الطالب معوضة، مؤكداً حرص بلاده على دعم قطاع الطاقة في الجنوب، ومعلناً عن خطة استراتيجية لوزارة الطاقة الروسية تشمل إنشاء معاهد متخصصة في الطاقة بعدد من الدول العربية، من ضمنها عدن، إلى جانب إعادة تأهيل محطات الطاقة القائمة، وتدريب الكوادر المحلية على التقنيات الحديثة لتعزيز الشراكة مع الشركات الروسية العاملة في المجال.

كما أعلن الوزير عن إجراء مقابلة صحفية خاصة مع الطالب عبدالرحمن معوضة لتسليط الضوء على هذه المبادرة الواعدة، موجهاً بتكليف فريق فني من الوزارة لمتابعة ملف التعاون وتقديم الدعم الفني والاستشاري اللازم.

وفي ختام اللقاء، قام وزير الطاقة الروسي بتكريم الطالب معوضة تقديراً لجهوده الفردية ومبادرته في إيصال صوت أبناء عدن إلى المحافل الدولية، مؤكداً أن أمثال هذه الكفاءات تمثل جسوراً حقيقية للتعاون والشراكة بين الشعوب.

وقد بث التلفزيون الروسي الرسمي تقريراً مفصلاً عن اللقاء، متناولاً خلفياته ودلالاته، والفرص المستقبلية للتعاون في مجال الطاقة.

من جهته، أعرب الطالب عبدالرحمن معوضة عن سعادته بما تحقق، قائلاً: "ما حدث اليوم يمثل خطوة أولى نحو طريق طويل من الحلول، وأنا مستعد لتكريس جهودي في سبيل خدمة بلادي، والمساهمة في إيجاد حلول واقعية لأزمة الطاقة التي أثقلت كاهل شعبنا."

ويأتي هذا اللقاء ضمن استراتيجية موسكو لتوسيع شراكاتها الدولية في قطاع الطاقة، لا سيما مع الدول الصديقة ذات الروابط التاريخية، وفي طليعتها الجنوب العربي.