مرة أخرى، تهبّ علينا وزارة التعليم العالي بخبر "رنان" يتحدث عن صرف مستحقات الطلاب المبتعثين، وكأنها تتكرّم على من تبقى من طلابنا في الخارج الذين لم يُصابوا بالاكتئاب أو الجوع أو "الهجرة العكسية" بعد أن تحوّل الحلم الأكاديمي إلى كابوس ممول من جيب الأسرة!
فقد خرج علينا رئيس الوزراء سالم بن بريك، متجهّم الوجه، وهو يعلن – بكل فخر – توجيهاته "العاجلة" بصرف مستحقات الربع الأول والثاني من عام 2024، ويبدو أنه اكتشف لتوّه أن العام شارف على الانتهاء، والمبتعثون في الخارج لا يأكلون من الهواء ولا يدرسون على الشموع.
في بلاد الواق واق، المنحة تُمنح لا للأذكياء بل للأقرباء
"العين الثالثة" تذكّر جمهورها العزيز أن الوزارة ذاتها التي تعِد اليوم بالعدالة والشفافية في الابتعاث، هي نفسها التي تخصص المنح الدراسية لمن يحمل لقب "ابن خال المسؤول"، أو "زوج الأخت الثانية لنائب المدير"، أو "صاحب الواسطة التي تصنع المعجزات"، وفعلاً، لا عشوائية في هذا التوزيع، بل إنه منتظم جداً... على طريقة من يدفع أو ينتمي، يحصل.
ورغم "الشفافية" المزعومة، فقد تم تقليص عدد المبتعثين من 5600 إلى 3100 تقريبًا. خطوة إصلاحية عظيمة... لولا أن معظم من تبقوا ينحدرون من نفس الشجرة العائلية!
وزير التعليم العالي: أنا أُصلح، فصفقوا لي!
أما وزير التعليم العالي الدكتور خالد الوصابي، فقد جلس مطمئنًا ليشرح كيف خفّض نفقات الابتعاث، مشيرًا إلى "إنجاز" تقليص التكاليف إلى 5.5 مليون دولار. وعلى رأيه، فإن المشكلة ليست في من يبتعث، بل في كم نبتعث.. الأسماء؟ لا تسأل، فقط اعلم أن العدالة قائمة، طالما أنك لم تولد في الأسرة الخطأ.
المثير في الأمر أن الوزير لمّح إلى مشروع إيقاف الابتعاث الخارجي بحلول 2026، وتعويضه بالمنح الداخلية.. طبعاً بعد أن ضمِن ابتعاث أبناء الصفوة إلى الخارج، وبعد أن صارت الشقق في كوالالمبور واسطنبول مليئة "بالمبتعثين الوطنيين" الذين لا يفرّقون بين المختبر والمول.
المالية تتدخل.. وتحلم بنظام إلكتروني عبقري
في مشهد كوميدي إضافي، تحدث نائب وزير المالية عن تنسيق رائع مع التعليم العالي، وعن نظام إلكتروني قادم سيحل كل الإشكالات، نعم، النظام الإلكتروني سيجعل الواسطة رقمية، والمحسوبية تُمارس عبر الباركود، وكل شيء سيكون منظّمًا بنقرة زر.
اجتماعات لامعة.. وقرارات أكثر لمعانًا
الاجتماع الذي حضره عدد من الشخصيات "المهمة جدًا"، ناقش "الشفافية" و"تكافؤ الفرص"، مع أن الجميع يعلم أن المنح تشبه رسائل اليانصيب، لكن بشرط أن تكون من أسرة "مؤهلة"، أو لديك قدرات خارقة على دفع ما يلزم من أجل خدمة العلم... أو خدمة "الخال".
في ظل هذا المشهد العبثي، لا يسعنا إلا أن نقول: هنيئًا لأبناء المحظوظين بجواز السفر الأحمر والمنح الذهبية، ولأبناء البسطاء شهادة الانتظار، وانتظار الشهادة.. من وطن يصرّ على أن العدل فكرة مؤجلة، وأن الكفاءة حلم يُبتعث بعيدًا.. لكن ليس إليك.
في الختام، توجّه "العين الثالثة" بسؤال بريء إلى وزارة التعليم العالي: هل بإمكان طالب لا يملك "واسطة" أن يحصل على منحة؟ الجواب: نعم.. إن كان في رواية خيالية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أشار الكاتب الصحفي عبدالسلام القيسي، في تحليل مثير نشره، الجمعة، إلى أن التطورات المتسارعة في محافظة
أشار الكاتب الصحفي عبدالسلام القيسي، في تحليل مثير نشره، الجمعة، إلى أن التطورات المتسارعة في محافظة
في تصعيد عسكري مفاجئ وهو الأخطر من نوعه شرق اليمن، كشف الخبير العسكري العميد محمد عبدالله الكميم عن
أقرت قبائل في محافظة المحويت، تحديد مهر الزواج بمبلغ مليوني ريال يمني فقط، يشمل كافة التكاليف الم
العرش نيوز – خاص فرّ القيادي الحوثي البارز عبداللطيف قايد عزان، مستشار محافظ عمران المعيّن من
في الوقت الذي يحتفي فيه اليمنيون بالذكرى السابعة عشر لتولي الشهيد علي عبد الله صالح رئاسة الجمهورية،