اتهمت السفارة الأمريكية لدى اليمن مليشيا الحوثي الإرهابية باختطاف عدد من أفراد طاقم السفينة التجارية "إترنيتي سي" التي تم استهدافها مؤخرًا في البحر الأحمر وإغراقها بالكامل، في واحدة من أكثر الهجمات دموية على الملاحة الدولية خلال العام الجاري.

وقالت السفارة، في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، إن الحوثيين "قاموا بقتل عدد من أفراد الطاقم، وأغرقوا السفينة، ثم اختطفوا الناجين وعرقلوا عمليات الإنقاذ"، مؤكدة أن هذا الهجوم يكرّس السلوك "الإرهابي والعنيف" للجماعة المسلحة المدعومة من النظام الإيراني.

وطالبت الولايات المتحدة بـ"الإفراج الفوري وغير المشروط" عن الطاقم المختطف، معتبرة أن ما حدث "يُعدّ جريمة إنسانية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي"، ويؤكد مجددًا الأسباب التي دفعت واشنطن إلى إعادة تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية في يناير الماضي.

في المقابل، أعلنت مليشيا الحوثي، اليوم الأربعاء، مسؤوليتها عن الهجوم على السفينة "ETERNITY C" التي كانت في طريقها إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، مؤكدة أنها استخدمت في الهجوم زورقًا مسيّرًا وستة صواريخ باليستية ومجنحة، وتم توثيق العملية بالصوت والصورة.

وقال المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، إن العملية جاءت ردًا على ما وصفه بـ"انتهاك قرار الحظر" الذي فرضته الجماعة على الملاحة المرتبطة بالموانئ الإسرائيلية، مؤكدًا أن من وصفهم بـ"قوات بحرية خاصة" نفذوا عملية إنقاذ للناجين و"قدّموا لهم الرعاية ونقلوهم إلى مكان آمن"، دون الكشف عن مواقعهم أو هوياتهم، ما عزّز من الشكوك حول احتجازهم كرهائن.

وكانت السفينة "إترنيتي سي"، التي ترفع علم ليبيريا، قد تعرضت لهجومين منفصلين يومي الاثنين والثلاثاء، قبل أن تُغرق بالكامل صباح الأربعاء. وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة من أفراد الطاقم، وفقدان ما لا يقل عن عشرة آخرين، بينما تستمر عمليات البحث والإنقاذ الدولية في المنطقة.

وتعد هذه ثاني سفينة شحن تغرق خلال 48 ساعة نتيجة الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، ما يسلط الضوء على تصاعد خطير في سلوك الجماعة واستهدافها المباشر للملاحة الدولية.