كشف تقرير أممي خطير اطلعت عليه مجلة نيو لاينز الأمريكية عن تحالف سري وواسع النطاق بين مليشيا الحوثي المتشددة وحركة الشباب الصومالية، يتجاوز التعاون التقليدي إلى تهريب الأسلحة والتدريب على الطائرات المسيّرة، مع تأثير مباشر على الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.

الزيارة السرية التي نفذها وفدان صوماليان إلى مدينة الحديدة الساحلية قبل أسابيع، أحدهما تابع لحركة الشباب المتشددة، والآخر لعناصر من "أرض الصومال"، كشفت عن تدريبات شاملة تلقاها أعضاء الوفدين على استخدام الطائرات المسيّرة وتلقينهم أيديولوجيات حوثية، ضمن "دورات ثقافية" تهدف لتعزيز التنسيق بين الطرفين.

ووفقًا للتقرير، فإن الحوثيين زودوا حركة الشباب بأسلحة خفيفة من بينها بنادق هجومية ورشاشات وقناصات، حيث كشفت الأرقام التسلسلية أن بعض هذه الأسلحة أعيد شحنها من اليمن إلى الصومال، في عملية تبادل غير مسبوقة بين الجماعتين.

التحالف لا يقتصر على السلاح والتدريب فقط، بل يشمل تعاونًا استراتيجيًا في مجال القرصنة البحرية، إذ يقوم قراصنة حركة الشباب بتحويل تركيزهم بعيدًا عن الممرات البحرية الحيوية لتسهيل عمليات تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، ما يمنحهم إمدادات مستمرة ويخفف عنهم الضغط العسكري في اليمن.

ويتزامن تصاعد عمليات القرصنة في البحر الأحمر وباب المندب مع تنامي هذا التنسيق، ما يضع القوات الدولية البحرية أمام تحديات أمنية متزايدة في واحدة من أهم نقاط الملاحة العالمية.

وفي تعليق على هذه التطورات، وصف المبعوث الرئاسي الصومالي لتحقيق الاستقرار، عمر حاشي، العلاقة بين الحوثيين وحركة الشباب بأنها "تجارية بحتة" مبينًا أن الطرفين يشتركان في العداء للحكومات التقليدية وضرورة تأمين مصادر السلاح.

بدوره، حذر قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا، الجنرال مايكل لانغلي، من خطورة تعاظم نفوذ الحوثيين في شرق إفريقيا، واصفًا إياها بأنها "تهديد مضاعف" للتجارة العالمية ولأمن الممرات البحرية، خاصة مع ارتباط الحوثيين بتنظيمات متطرفة أخرى مثل داعش وحركة الشباب.

وأشار التقرير الأممي إلى أن الدعم الحوثي لحركة الشباب يتعدى التهريب ليشمل مشاركة محتملة في هجمات بحرية، حيث وقعت ثلث الهجمات في خليج عدن خلال أكتوبر 2024 خارج نطاق مراقبة الحوثيين، ما يشير إلى تورط عناصر صومالية.

وفي سياق توسيع شراكته، نشر الحوثيون منسقين داخل الصومال وعززوا علاقاتهم مع فصائل محلية من تنظيم داعش و"أرض الصومال" شمال البلاد، في شبكة تمتد عبر شرق إفريقيا وتستخدم موانئ في كينيا وتنزانيا لتفادي المراقبة الدولية.

وقد كشفت مصادر أمنية عن ضبط شاحنة كانت تحمل خمس طائرات مسيرة انتحارية في أغسطس الماضي في طريقها لدعم حركة الشباب، بينما دمرت ضربات أمريكية لاحقًا سفنًا محملة بأسلحة متطورة قبالة السواحل الصومالية.

ويحذر التقرير من تصاعد هذا التحالف، مع طلب حركة الشباب طائرات بدون طيار وصواريخ موجهة، مقابل تصعيد هجماتها القرصنة في المحيط الهندي، مما قد يفتح ممرات تهريب جديدة تدعم بقاء مليشيا الحوثي في الصراع اليمني وتوسع نفوذها في المنطقة.