تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
دعونا نُسقط المجلس الانتقالي الجنوبي!؟
556 قراءة  |

في أواخر مايو الماضي، حضرت لقاءً عقده الأستاذ القدير علي الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس الجمعية الوطنية، بحضور نخبة من الكوادر الأكاديمية والمجتمعية والإعلامية.

استمعتُ إلى مداخلات صادقة ومباشرة من الحاضرين حول هموم الوطن والمشكلات المتراكمة، وكان السؤال الأبرز يتمحور حول المحاصصة في التعيينات والوظائف.

لم نكن نطمح أن نصل إلى مرحلة نطالب فيها بالمحاصصة، حتى وإن كانت "بصيغة فيها مناطقية"، لكنها للأسف أصبحت واقعًا فرضه بعض من كرس هذه الممارسات في كل مناحي العمل. وقد تحدث عن ذلك بكل صراحة وكيل وزارة الإعلام، الأستاذ أيمن محمد ناصر، خلال اللقاء المذكور.

من حق أي مواطن جنوبي أن يبدي تحفظاته على طريقة إدارة المجلس الانتقالي، وأن يرفع صوته عاليًا ضد التدهور المعيشي وانقطاع الكهرباء. من حقه أيضًا أن ينتقد التعيينات القائمة على المحسوبيات والانفراد بالقرار الإداري والعسكري والأمني.

ليس عيبًا أن نطالب بالمحاصصة على أسس عادلة، وأن نتمسك بحقنا في الشراكة، بعيدًا عن العقلية الإقصائية التي كان يتعامل بها النظام اليمني السابق مع الجنوبيين بمنطق "طرف منتصر وآخر مهزوم".

سأتحدث بصراحة: نعم، هناك مشاكل كبيرة ومؤلمة، ويخجل المرء حين يقول إن عدن أصبحت ساحة لصراع ثلاث قوى تتنازعها. لكن، ورغم ذلك، تظل هذه المشكلات قابلة للحل متى ما كبرنا جميعًا بحجم الجنوب "أرضًا وإنسانًا".

جميع الأزمات التي نواجهها يمكن تجاوزها إذا توفرت الإرادة والصدق، ولكن التهاون في حلها سيقودنا إلى انقسامات مجتمعية خطيرة لن تنفع معها لاحقًا لا المبررات ولا جلد الذات ولا الحديث عن المؤامرات.

قد يصمت البعض اليوم عن تجاوزات واضحة حتى لا يغذي خطاب الانقسام، ولكن هل الحل هو إسقاط المجلس الانتقالي الجنوبي؟

من عاش الانقسام الجنوبي خلال مرحلة الحراك، يدرك جيدًا قيمة وجود المجلس الانتقالي، ويدرك أن وراءه قيادات تحظى بإجماع شعبي واسع من رئيس المجلس القائد البطل عيدروس الزبيدي، إلى اللواء أحمد سعيد بن بريك، واللواء فرج سالمين البحسني، والشيخ عبدالرحمن المحرمي، والأستاذ المناضل علي عبدالله الكثيري، وغيرهم من القادة الأوفياء.

عودة اليمن موحدا وفقا لنتائج حرب 1994 باتت مستحيلة. والخطر اليوم يكمن في تفكك الجنوب من الداخل، ووقوعه فريسة للانقسامات المناطقية الضيقة. وإذا ما حصل ذلك، فلن يفيد حينها البكاء على الأطلال ولا الحديث عن "خيانة الداخل".

على الجنوبيين أن يتعاملوا مع المجلس الانتقالي ككيان سياسي يمثل الدولة القادمة، لا كتنظيم مناطقي أو حزبي.

ارفعوا أصواتكم بالمطالبة بالإصلاح الإداري، وطالبوا بإعادة هيكلة الأجهزة العسكرية والأمنية، لأن وضعها الحالي لا يبعث على الطمأنينة، بل يثير القلق والخوف. لا بد من معالجة هذا الخلل جذريًا، بما يعزز من مهنية هذه المؤسسات ويضمن حيادها وانتماءها للوطن، لا لمنطقة أو طرف.

ولكن لا تدفعوا باتجاه إسقاط المجلس، لأن في ذلك سقوطًا للجميع وعودة إلى نقطة الصفر، وهذا ما لا يريده حتى خصوم المجلس، لأن زواله يعني زوال امتيازاتهم.

وفي الأخير، هناك هيكلة قادمة فور عودة القائد عيدروس الزبيدي وفريقه من الخارج، ولن يطول الانتظار. وحتى ذلك الحين، نتمنى أن نرى ترسّيخاً شعار "الجنوب للجميع وبالجميع، وليس حكراً على منطقة أو جهة بعينها"؛ وتكراراً ""لا تفتحوا الباب لانهيار ما تبقى من الجنوب، طالبوا بحقوقكم، انتقدوا بشجاعة، ولكن لا تسقطوا ما تبقى من حلم الجنوب الحر".

#صالح_أبوعوذل

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 436 قراءة 

اعلان مفاجئ يباغت طارق عفاش


كريتر سكاي | 399 قراءة 

جرفت السيول سيارة المذيع عبداللطيف الزيلعي في الحديدة.وقال المذيع عبداللطيف


كريتر سكاي | 313 قراءة 

اكد المؤتمر الشعبي العام بأنه غير مسؤول عن القرارات التي قد تصدر الغد عن ال


الحدث اليوم | 305 قراءة 

الخيانة المُؤسسة.. كيف صنع "بن دغر" جيوش المنفى لتمكين الحوثي؟


جهينة يمن | 294 قراءة 

ساعات على قرار فصل السفير احمد علي عبدالله صالح


العين الثالثة | 282 قراءة 

عبر السفير الإثيوبي بالصومال سليمان ديديفو عن استياء بلاده من وجود قوات مصرية في الصومال، وقال إن أد


جهينة يمن | 278 قراءة 

حكومة الحوثيين تطلق نكتة! (تفاصيل)


جهينة يمن | 262 قراءة 

قطر تكشف خيارا وحيدا للحوثيين


نيوز لاين | 256 قراءة 

شاهد.. بئر "برهوت" في اليمن من الداخل.. مغامرة مصورة في أعماق "قعر جهنم" الفوهة الأسطورية التي حيرت


المرصد برس | 232 قراءة 

في واقعة أمنية نادرة تُعدّ من بين الأحداث الاستثنائية في العاصمة المؤقتة عدن، شهد فرع مصلحة الهجرة و