قالت جماعة الحوثيين اليوم الأربعاء إن رجل الدين صالح حنتوس قُتل، في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، خلال مواجهة مسلحة مع قوة أمنية في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، شمالي البلاد.

وأوضحت شرطة محافظة ريمة الخاضعة لسيطرة الجماعة في بيان، أن حنتوس "كان يمارس أنشطة تحريضية تستهدف أمن واستقرار المحافظة، وتدعو للفوضى والتمرد، وتناهض المواقف الشعبية والرسمية المساندة للقضية الفلسطينية"، وفق تعبير البيان.

وأضاف البيان أن حنتوس "كان يتلقى دعماً مالياً شهرياً من جهات خارجية مقابل تنفيذ مهام مشبوهة، بينها تجنيد وتسليح عناصر وشن أنشطة تخريبية انطلاقاً من المسجد"، مشيراً إلى أن آخر تلك الأنشطة تمثل في "الاعتداء على خطيب المسجد ومنعه من إلقاء خطبة الجمعة"، في إشارة إلى ما يبدو إلى رفض الشيخ حنتوس خطيبًا مُرسلًا من الحوثيين.

وذكرت شرطة المحافظة أنها وجهت عدة إنذارات إلى حنتوس، عبر وساطات قبلية، لوقف أنشطته، لكنها قوبلت بالرفض. ونتيجة لذلك، كُلّفت حملة أمنية لضبطه، غير أنه بادر – بحسب البيان – بإطلاق النار على القوة الأمنية فور وصولها إلى منزله، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الأمن وإصابة سبعة آخرين.

وأشار البيان إلى أن وساطات قبلية سعت لاحتواء الموقف، إلا أن حنتوس رفض استقبالها، قبل أن يُقدم – برفقة مسلحين – على "تنفيذ اعتداء مباشر على القوة الأمنية"، ما اضطرها للرد، لتنتهي المواجهة بمصرعه وإصابة أحد مرافقيه واعتقال آخرين.

وأكدت الشرطة أنها استدعت أقارب حنتوس لإخراج النساء والأطفال من المنزل قبل بدء الاشتباك، "حرصاً على سلامتهم". 

وتصدر اسم صالح حنتوس منصات التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس، عقب تداول واسع لمشاهد وتفاصيل الحصار الحوثي الذي فُرض على منزله في مديرية السلفية بمحافظة ريمة.

وأثار الهجوم، الذي شاركت فيه عشرات الأطقم العسكرية المدججة بعشرات المسلحين، موجة استنكار واسعة، وسط اتهامات لجماعة الحوثيين باستخدام قوة مفرطة ضد رجل سبعيني لم يكن برفقته سوى زوجته ووالدتها المسنتين.

ووفقاً لروايات محلية، فقد استمر القصف على منزله لساعات، استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، فيما ظل حنتوس يقاتل حتى اللحظة الأخيرة قبل مصرعه.