تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
سياسة «الأرض المحروقة»… هكذا تدمر إسرائيل خان يونس!
38 قراءة  |

أصوات انفجارات عالية تحدث اهتزازات تشبه الزلازل الخفيفة، ثم يتبعها تصاعد للدخان والرماد. هذا هو المشهد السائد حاليا في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، جراء التدمير الممنهج للمنازل والمنشآت، الذي ينفذه الجيش الإسرائيلي المتوغل في عدة مناطق في المدينة.

ولا يكاد تمر ساعة في هذه المدينة التي أنذر جيش الاحتلال غالبية سكان أحيائها وبلداتها بالنزوح القسري، والتوجه للإقامة فقط في منطقة المواصي غربا، وهي منطقة زراعية لا تصلح للسكن، إلا وتشهد انفجارات عنيفة ناجمة عن قصف أو نسف المباني الواقعة في مناطق التوغل.

ويدور الحديث في هذا الوقت، على أن جيش الاحتلال دمر بالكامل منازل بلدة خزاعة شرق المدينة، فيما يواصل بشكل يومي عمليات تدمير المنازل في بلدات عبسان والقرارة، وأحياء أخرى تقع شرقا، علاوة عن عمليات التدمير الممنهجة للمباني جنوب خان يونس، وتحديدا في الأحياء القريبة من «محور موراغ» الذي يفصل المدينة عن جارتها رفح، وأخرى بدأ في تدميرها في منطقة الوسط، التي وصلتها آلياته العسكرية أخيرًا، بعد ضمها إلى مناطق التوغل البري.

ومنذ استئناف جيش الاحتلال حرب الإبادة على غزة يوم 18 آذار / مارس الماضي، شرع بهجوم بري على المدينة، يوسّعه تباعا، بإصداره أوامر اخلاء جديدة، بدأها بالمناطق الواقعة جنوب خان يونس، ثم أجبر سكان البلدات الشرقية على هذا الأمر، ووسع الهجوم ليصل إلى قلب المدينة وتحديدا حي السطر الغربي والكتيبة، قبل أن يدفع بقواته أيضا إلى المناطق الشمالية في المدينة.

وفي كل مرة كان يجبر السكان تحت وطأة النار والقصف العنيف على النزوح إلى منطقة المواصي، التي لم تسلم من الاستهدافات، حيث يقيم السكان هناك في خيام بلاستيكية، ويشكون صعوبة الحياة.

وفي هذه المدينة التي تواجه توغلا كبيرا، على غرار ما واجهته مدينة رفح من قبل، ومناطق شمال غزة في هذا الوقت، يتبع جيش الاحتلال سياسة «الأرض المحروقة»، والدليل على ذلك اللقطات المصورة من الجو، التي بثها جيش الاحتلال أخيرًا، وتظهر قيامه بتدمير أحياء كاملة شرقي خان يونس، بعد زرع المتفجرات بداخلها، وتفجيرها دفعة واحدة.

وذكرت الجهات المحلية، أن بلدة خزاعة تعرضت لتدمير بنسبة 100%، فيما بلغ الدمار في بلدة القرارة 90‎%، وفي بلدتي عبسان الكبيرة والجديدة 80%، والفخاري 70‎%، ومدينة خان يونس 75‎%، فيما هناك دمار كبير طاول عددًا من المناطق الأخرى تتبع المدينة، تجاوز الـ 50% من تلك البلدات والأحياء.

شهادات النازحين

«القدس العربي» تحدثت إلى عدد من نازحي المدينة المقيمين حاليا في منطقة المواصي.

فأبو محمد الأسطل، أحد السكان الذين تركوا منازلهم في منطقة السطر الغربي، يقول إنه شاهد مرات عدة أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة التي يقطنها جراء عمليات النسف، لكنه لا يعرف مصير منزله هناك، فالمنطقة من ضمن مناطق التوغل، ويخشى الوصول إليها.

وحال هذا الرجل يشابه أحوال عائلة المواطن إبراهيم قديح من بلدة عبسان، التي نزحت في بداية العملية البرية الجديدة، بناء على تهديد من جيش الاحتلال.

ويقول إبراهيم لـ«القدس العربي»، إن منزله تعرض لأضرار في الهجوم البري الكبير على مدينة خان يونس في شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2023، وانتهى في نيسان / أبريل 2024، حيث أجرى ترميما محدودًا، ليصبح صالحا للسكن. ويقول إنه سمع من جيرانه، أن المربع السكني الذي يوجد فيه المنزل دمر بالكامل.

ويقول المواطنون القاطنون في المدينة، إن عميات التدمير المتواصلة، تشابه تلك التي حصلت ولا تزال في مدينة رفح التي تخضع لاحتلال كامل من الجيش الإسرائيلي، وإن أصوات الانفجارات لا تهدأ على مدار ساعات اليوم، خصوصًا بعد تضييق جيش الاحتلال مناطق الإقامة في المدينة، بإنذاره غالبية الأحياء السكنية، حيث باتت آليات الاحتلال على أعتاب منطقة المواصي التي تقطنها حاليا غالبية سكان مدينة خان يونس.

وقبل يومين أصدرت سلطات الاحتلال أوامر إخلاء جديدة لسكان يقطنون في المناطق الغربية للمدينة، وهي مناطق تحيط بمستشفيي ناصر والأمل، اللذين يقدمان الخدمات الصحية للمواطنين. ووقتها هدد الجيش السكان أنه قرر أن «يعمل بقوة شديدة جدًا» في هذه المناطق.

وهذا الأمر يدفع يوميا بعائلات جديدة تقطن مناطق قريبة من التوغل البري إلى النزوح القسري، بسبب القصف العنيف لتلك المناطق، بعد التحذيرات التي طاولت مناطق جديدة بالإخلاء.

أوضاع خطيرة

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، بعد هذه الأوامر، إن معظم قطاع غزة لا يزال تحت أوامر النزوح.

ويشير رئيس مكتب «أوتشا» جوناثان ويتال، إن تم «ضغط جميع سكان غزة» في حوالي 17 في المئة من مساحة الأرض، فيما المستشفيات مثقلة بالضغوط، حيث يقنن الوقود لمنع الإغلاق الكامل للمزيد من الخدمات المنقذة للحياة، ويتزايد الجوع، وسوء التغذية، مع استمرار السلطات الإسرائيلية في منع العاملين الإنسانيين من التوزيع من خلال الأنظمة المجربة والفعالة. وتصف ميرفت، وهي سيدة في بداية العقد الخامس، وتقيم وأسرتها في خيمة نزوح غرب المدينة، الوضع الحالي بـ «الخطير».

وتقول لـ«القدس العربي» إن شظايا القصف المجاور والرصاص يصل إلى مناطق نزوحهم، التي تتعرض هي الأخرى لغارات دامية يوميا.

وتتساءل «وين نروح، تركنا بيوتنا وهربنا من الموت، والقصف يلاحقنا كل يوم».

وتشرح أن منزل أسرتها كان قد دمر في الاجتياح الأول للمدينة، حيث انتقلت للإقامة في منزل والديها مع زوجها وأبنائها، وحاليا تخشى من أن يكون التدمير اليومي قد طاول المنزل، آملة في أن انتهاء الحرب والعودة للإقامة في المنزل بدلا من حياة الخيام.

وكان مصدر مسؤول في بلدية خان يونس، أشار إلى أن مجمل المساحات التي أجبر جيش الاحتلال سكانها على الإخلاء القسري، بلغ 38 كيلو مترا مربعا من المساحة التي تقع ضمن نفوذ البلدية، وأن المواطنين والنازحين يقيمون حاليا في مساحة قدرها 16 كيلو متر مربع تقريبا، في مناطق المواصي الشمالية والجنوبية، وبعض المناطق الغربية، مشيرًا إلى أن معظم السكان محرومون من الحصول على خدمات البلدية، ومنها المياه بشقيها والخدمات الأساسية. ويؤكد «المركز الفلسطيني لحقوق الانسان»، أن ما ترتكبه سلطات الاحتلال، من تهجير قسري واسع النطاق، واستهداف مباشر ومتكرر للمستشفيات، وتدمير ممنهج للبنية التحتية الصحية والإنسانية، «يشكّل انتهاكًا جسيمًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف».

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 820 قراءة 

بشائر انفراج كبير لجميع اليمنيين


موقع الأول | 767 قراءة 


جهينة يمن | 685 قراءة 

إيران توجه صفعة لأمريكا و"اسرائيل"


جهينة يمن | 585 قراءة 

استنفار بعد تمرد قائد عسكري كبير!


الأمناء نت | 583 قراءة 

الموت القادم من الجو.. ألواح الطاقة الشمسية تهدد حياة سكان عدن


جهينة يمن | 502 قراءة 

"اسرائيل" تبدأ التحرش باليمن! (وثيقة)


جهينة يمن | 501 قراءة 

مقتل رسول السلام في صنعاء وسط اتهامات للحوثيين


كريتر سكاي | 464 قراءة 

اصدر وزير الداخلية قرار صارم بمنع اصدار جوازات جديدة للمواطنينوبحسب توجيهات


جهينة يمن | 439 قراءة 

خبر سار ... ستكون اليمن خلال الفترة المقبلة الافضل بالشرق الأوسط


العاصفة نيوز | 423 قراءة 

العاصفة نيوز/متابعات: اكتشفت امرأة في بريطانيا خيانة زوجها بطريقة لا تخطر على بال، وكان ذلك باستخدام