يمن إيكو|أخبار:

حذر تقرير أممي حديث من تفاقم أزمة الأمن الغذائي في اليمن مع دخول موسم الجفاف مبكراً هذا العام، وسط شحة في هطول الأمطار ودرجات حرارة تخطت 42 درجة مئوية في المناطق الشرقية والساحلية، ما ينذر بانهيارات زراعية جديدة قد تضعف الإنتاج وتضاعف المعاناة، وفقاً لتحديث الأرصاد الجوية الزراعية لنظام معلومات الأمن الغذائي والإنذار المبكر التابع للأمم المتحدة في اليمن الصادر اليوم الخميس عن الفترة (1-31 مايو 2025م).

وحسب التقرير- الذي نشرته منصة إعلام العاملين في المجال الإنساني العالمي reliefweb ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”- فإن الفترة من 1 إلى 31 مايو 2025 شهدت تراجعاً ملحوظاً في معدلات الأمطار بنسبة تراوحت بين 10% و20% مقارنة بالمعدل الطبيعي، باستثناء مناطق محدودة في شمال حجة وسقطرى والمهرة.

وأكد أن هذا التراجع أدى إلى انخفاض كبير في رطوبة التربة وزيادة معدلات التبخر، ما أدى إلى إجهاد مائي حاد شمل مناطق زراعية رئيسية مثل عمران وذمار وجنوب الحديدة، وسط تأخير ملحوظ في زراعة الذرة الرفيعة وارتفاع الضغوط على المراعي ومصادر المياه، محذراً من أن أي تأخير في توفير الدعم التقني للمزارعين أو تحسين إدارة المياه قد يؤدي إلى موجة نزوح زراعي نحو المدن.

ولفت إلى أن هذا التغير المناخي الحاد يأتي بعد مواسم مطيرة مدمرة في السنوات الماضية، إذ شهدت اليمن في 2022 و2023 موجات أمطار غزيرة وسيول عنيفة، أسفرت عن انهيار مئات المنازل، وتدمير الأراضي الزراعية، وجرف المواشي، مما كبّد القطاع الزراعي خسائر فادحة، وفاقم أوضاع الفقر الريفي. وبين شتاء قارس وصيف جاف، يجد المزارعون اليمنيون أنفسهم محاصرين بين حديْن مناخيين شديدي التقلب.

ويشير التقرير إلى أن استمرار هذه الظروف سيؤدي إلى توسّع نطاق التصحر وتهديد سبل العيش الزراعية لآلاف الأسر، مما قد يُفضي إلى زيادة الاعتماد على الواردات الغذائية، وارتفاع أسعار المواد الأساسية، في بلد يستورد أكثر من 90% من غذائه ويعاني من ضعف شديد في البنية التحتية للري والتخزين.

ودعت المنظمات الأممية إلى رفع درجة التأهب وتكثيف جهود التكيف الزراعي، عبر دعم أنظمة الإنذار المبكر، وتوسيع مشاريع حصاد مياه الأمطار، وتوفير الحماية الاجتماعية للمجتمعات المتأثرة. وبينما يشير الخبراء إلى احتمالية استمرار الجفاف في موسم الصيف، تتجه الأنظار نحو سياسات حكومية ودولية عاجلة لتلافي تفاقم الانهيار الزراعي في بلد يعيش فيه أكثر من 17 مليون شخص في حالة انعدام أمن غذائي حاد.