ارتفعت مساء يوم الإثنين، في خطوة مفاجئة وصادمة أسعار البنزين في العاصمة عدن بشكل غير مسبوق، وسط حالة من الغضب والاستياء الشعبي العارم، وغياب تام لأي توضيحات رسمية من الجهات المعنية.

وأفادت مصادر محلية بأن سعر اللتر الواحد من البنزين المستورد ارتفع إلى 1,895 ريالًا، بينما قفز سعر الدبّة (20 لترًا) إلى 37,900 ريالًا، في أعلى زيادة تُسجل منذ أسابيع، ما فاقم معاناة المواطنين المنهكين أصلًا من أزمات الوقود والكهرباء وغلاء المعيشة.

وانتشرت موجة من الانتقادات الساخطة على مواقع التواصل الاجتماعي فور تسريب التسعيرة الجديدة، حيث حذّر ناشطون وخبراء اقتصاديون من تداعيات هذه الزيادة على تكاليف النقل وأسعار السلع الأساسية، لا سيما في ظل استمرار الانقطاعات الطويلة للكهرباء واعتماد كثير من الأسر على المولدات الخاصة التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود.

و لم تصدر أي جهة رسمية حتى اللحظة، بيانًا توضيحيًا يكشف دوافع هذا القرار المفاجئ، الأمر الذي فتح الباب واسعًا أمام الشائعات والتكهنات، خصوصًا مع الحديث عن أزمة سيولة حادة وصعوبة في توفير العملة الصعبة لاستيراد المشتقات النفطية.

وحذّر خبراء اقتصاد من أن رفع أسعار البنزين سيؤدي إلى سلسلة زيادات تلقائية في كلفة الخدمات والمواد الغذائية ووسائل النقل، مما يعمّق الأزمة المعيشية ويزيد من الضغط على الأسر اليمنية، في ظل انعدام الرواتب وتهاوي العملة المحلية.

وتعيش مدينة عدن منذ أشهر على وقع أزمات متلاحقة في الوقود والكهرباء والغاز، في ظل ما يعتبره المواطنون "عجزًا فاضحًا وفشلًا مستمرًا" للسلطة المحلية والحكومة في تقديم أي حلول جذرية أو التخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.