تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
قراءة للحالة الإقليمية الملتهبة وماذا يعني لنا هذا في الجنوب؟
70 قراءة  |

تشهد منطقة الشرق الأوسط اليوم حالة من التوتر المتصاعد والانفجارات المتتالية، في ظل صراع خطير بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى. هذا التصعيد لا يُمكن فصله عن تحولات أعمق تُعيد تشكيل ميزان القوى، وتفرض على الأطراف الفاعلة – دولاً وحركات – إعادة تقييم موقعها واستراتيجياتها.

الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية إيرانية لم تكن مجرد رد موضعي، بل تحمل رسالة مزدوجة: أولاً، أن برنامج إيران النووي لن يُترك يتمدد بلا كلفة، وثانيًا، أن مبدأ "السلام عبر القوة" الذي يتبناه التيار الترامبي العائد في واشنطن بدأ يأخذ شكله العملي. هذا النهج يعيدنا إلى مرحلة ما قبل التفاهمات النووية، ويضع طهران أمام خيارين: إما التراجع، أو الدخول في مواجهة مفتوحة.

في هذا السياق، تُصبح خارطة الوكلاء واحدة من أبرز أدوات إيران للرد غير المباشر. والحوثيون، بوصفهم أهم أذرع طهران في الجزيرة العربية، سيلعبون دورًا مركزيًا في أي تصعيد قادم. تجربتهم الطويلة في استخدام الهجمات على السفن، واستهداف البنية التحتية السعودية والإماراتية، تجعلهم أداة جاهزة عند الحاجة. ومن هنا، فإن اليمن – وليس فقط إيران – سيكون ساحة اختبار حقيقية لهذا التصعيد.

بالنسبة لنا في الجنوب، وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن هذه التحولات تُحتّم أعلى درجات الانتباه الاستراتيجي. التحدي لا يكمن فقط في التهديد العسكري المحتمل، بل في طبيعة المرحلة القادمة التي يُعاد فيها ترتيب النفوذ والخرائط السياسية. السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لأن نكون طرفًا فاعلًا في هذه المعادلة، أم مجرد متلقٍ للنتائج؟

في حال توسعت رقعة الحرب، سواء بضربات إضافية أو بردود من وكلاء إيران، فإن الجنوب قد يجد نفسه عرضة لضغوط متعددة: هجمات مباشرة على الموانئ أو خطوط الملاحة، محاولات تحريك الجبهات في الضالع أو لحج أو حتى عدن، أو ضغوط سياسية إقليمية للتنازل عن أوراق معينة مقابل الحماية. وفي ظل هذه الاحتمالات، هناك ضرورة عاجلة للتعامل ببراغماتية، دون عاطفة، مع التحالفات الإقليمية والدولية.

يجب ألا نغفل أن ارتباط الحوثيين بإيران لم يعد تحليلًا نظريًا، بل بات علاقة عضوية موثقة في التسليح والتخطيط والتوجيه. وبالتالي، فإن التهديد الذي يشكله الحوثيون على الجنوب ليس تهديدًا داخليًا فقط، بل هو امتداد لصراع إقليمي معقّد، ما يحتم التعاطي معه على هذا الأساس.

أخيرًا، فإن الجنوب – بشعبه وقضيته وموقعه – ليس على هامش الحدث. وإذا كنا نطمح إلى دولة مستقلة وفاعلة، فعلينا أن ندرك أن هذه الدولة يجب أن تكون أولًا قوية وآمنة، وثانيًا واضحة في خياراتها وتحالفاتها، وثالثًا واقعية في قراءة التحولات الكبرى الجارية من حولنا.

يعقوب السفياني

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
العربي نيوز | 638 قراءة 

تواجه اسرة الرئيس الاسبق، علي عبدالله صالح عفاش، قرارا دوليا جديدا، استكمل فريق دولي في مجلس الامن


الموقع بوست | 506 قراءة 

قالت مصادر إعلامية متطابقة إن وفدا من منتدى الشرق الأوسط يضم صحفيًا إسرائيليًا من صحيفة "جيروزاليم ب


يني يمن | 469 قراءة 

أفاد مصدر قطري رفيع لصحيفة يديعوت أحرنوت أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة،


مأرب برس | 458 قراءة 

تداول ناشطون مقطع فيديو يُظهر اعتراض الدفاعات الجوية السعودية جسماً مجهولاً فوق المدينة المنورة، حيث


المشهد اليمني | 439 قراءة 

كشفت الأجهزة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن تفاصيل حادثة سقوط فتاة قاصر من شقة سكنية في مديرية ال


يني يمن | 361 قراءة 

كشفت مصادر إعلامية أن وفدًا صحفيًا إسرائيليًا زار العاصمة المؤقتة عدن خلال يوليو الماضي، حيث التقى ق


العين الثالثة | 351 قراءة 

أصدرت الدائرة السياسية والإعلامية بالأمانة العامة لرئاسة الوزراء بيانًا أكدت فيه دعمها الكامل للقرار


الحدث اليوم | 332 قراءة 

اعتقال قيادي حوثي بارز في صنعاء على خلفية الغارة الجوية التي استهدفت اجتماع الحكومة


يني يمن | 283 قراءة 

تعهد المدعو محمد أحمد مفتاح، رئيس ما يسمى حكومة ميليشيات الحوثي الجديد في اليمن، بمواصلة العمليات ال


المشهد الدولي | 278 قراءة 

ضاحي خلفان يؤكد بان إسر...ائيل العظمى في طريقها لتطويع الامه العربية والاسلامية طوعا او بالقوة ويحيي