أفادت مصادر إعلامية بأن ميليشيا الحوثي أجبرت عددًا من أبناء الجالية الأفريقية المقيمين في العاصمة صنعاء، بمن فيهم إثيوبيون من الديانة المسيحية، على المشاركة في فعالية طائفية بمناسبة ما يُعرف بـ"عيد الغدير" أو "يوم الولاية"، الذي تحتفل به الجماعة سنويًا كمناسبة دينية شيعية.

وبحسب المصادر، نظّمت الجماعة أمسية ثقافية في أحد أحياء صنعاء، حضرها عدد من أفراد الجاليات الأفريقية، وسط ضغوط مورست عليهم للحضور، حيث سعت الميليشيا إلى الترويج لمفاهيم مرتبطة بـ"ولاية الإمام" وفق رؤيتها، متضمنة إشارات إلى زعامة عبد الملك الحوثي والمرشد الإيراني السابق الخميني، باعتبارهم "أعلام هدى" و"ضمانًا لنجاة الأمة"، حسب تعبيرهم.

وأضافت المصادر أن الفعالية شهدت ترديد أناشيد ومقطوعات من التراث الشيعي، وتخللتها خطابات تعبّر عن رؤية الحوثيين للحكم والقيادة، في سياق اعتبره مراقبون محاولة لفرض أيديولوجيا الجماعة على مختلف مكونات المجتمع، بما فيها غير المسلمين، وسط مخاوف متزايدة من إثارة الانقسام الطائفي في اليمن.

يُشار إلى أن الفعالية تم تنظيمها بتنسيق من قبل ما يُسمى بـ"مسؤول الجاليات الأفريقية" في الجماعة، علي الديلمي، وتأتي في إطار جهود حوثية متواصلة للتغلغل الفكري والطائفي، ليس فقط داخل اليمن، بل في بعض مناطق القرن الأفريقي، وفق مراقبين.

الجدير بالذكر أن هذه الخطوات أثارت ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تحذيرات من جرّ البلاد إلى صراعات مذهبية تمزق النسيج الاجتماعي، وتُعمق حالة الانقسام في ظل استمرار الحرب والأزمات الإنسانية والمعيشية.