حذّر مصدر طبي في مدينة تعز من تزايد ملحوظ في حالات الإصابة بوباء الكوليرا في المحافظة، وسط تدهور مستمر في الخدمات الأساسية، خاصة في قطاعي الصحة والمياه، مما يثير مخاوف من تفشي الوباء على نطاق واسع خلال الفترة المقبلة.

وأكد المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن إجمالي حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا والإسهالات المائية الحادة في محافظة تعز بلغ

1,734 حالة منذ بداية العام الجاري 2025

، مشيرًا إلى أن

474 حالة منها تم تسجيلها خلال الأسبوعين الأخيرين فقط

، ما يعكس مؤشرات مقلقة لتسارع انتشار الوباء.

وأشار المصدر إلى أن الأوضاع الصحية في تعز باتت "حرجة"، في ظل

القصور الكبير في الخدمات الصحية العامة، وشح الإمكانيات الطبية، وانعدام المياه النظيفة الصالحة للشرب

في العديد من مناطق المدينة. وقال: "تعاني معظم المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمحاليل الوريدية، فضلًا عن محدودية القدرة على الاستجابة السريعة لحالات الكوليرا المشتبه بها".

ولفت المصدر إلى أن تصاعد الإصابات يأتي بالتزامن مع دخول موسم الصيف، وهو ما يزيد من احتمالات انتقال العدوى بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الذباب، خصوصًا في الأحياء التي تفتقر إلى خدمات الصرف الصحي والنظافة العامة.

ودعا الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية إلى

التحرك العاجل لتعزيز التدخلات الصحية، وتوفير المياه النظيفة، وتنفيذ حملات توعية ميدانية للوقاية من المرض

، قبل أن يتطور الوضع إلى مرحلة وبائية يصعب السيطرة عليها.

تجدر الإشارة إلى أن محافظة تعز، التي تُعد من أكثر المحافظات اليمنية كثافة سكانية، تشهد أوضاعًا إنسانية متردية نتيجة الحرب والحصار، ما يجعلها عرضة لأوبئة متكررة، في ظل ضعف الاستجابة الرسمية والدولية لحاجاتها المتزايدة في مجال الصحة العامة.