أفادت وكالة رويترز، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن إيران طلبت رسمياً من المملكة العربية السعودية أن تلعب دور الوسيط لدى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بهدف الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الهجمات المستمرة على المنشآت النووية الإيرانية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الإيرانية المتزايدة للتهدئة واحتواء التوترات العسكرية في المنطقة، وسعيها لفتح قنوات اتصال دبلوماسية جديدة مع الأطراف المعنية، في ظل تصاعد حدة التصعيد بين إيران وخصومها الإقليميين والدوليين.

وأشارت المصادر إلى أن الطلب الإيراني يعكس رغبة طهران في استغلال العلاقات القائمة بين الرياض وواشنطن، وكذلك الدور الذي تلعبه المملكة كلاعب محوري في السياسة الإقليمية، لنقل رسائل واضحة إلى الإدارة الأمريكية وإسرائيل حول ما تصفه إيران بـ"الاعتداءات غير المبررة" على برنامجها النووي السلمي.

من جانبه، لم يصدر بعد تعليق رسمي من كل من السعودية والولايات المتحدة أو إسرائيل حول هذا الطلب. لكن محللين سياسيين أشاروا إلى أن مثل هذه المبادرة قد تكون مؤشرًا على تحول في استراتيجية إيران، التي كانت حتى وقت قريب تعتمد على الردع العسكري والتهديدات، نحو خيار الحلول الدبلوماسية.

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات بين إيران وحلفائها من جهة، والكيان الإسرائيلي والدول الغربية من جهة أخرى، خاصة بعد سلسلة من الحوادث الغامضة التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، وأُلقي باللوم فيها على إسرائيل أو عملائها.

وتُعد هذه المبادرة انعطافة محتملة في المشهد السياسي الإقليمي، حيث تشير إلى استعداد بعض الأطراف الإيرانية لإعادة حساباتها في التعامل مع القضايا الأمنية والنووية، في وقت تواجه فيه البلاد ضغوطاً داخلية واقتصادية متزايدة نتيجة العقوبات الدولية وتفشي وباءات وتأثيرات سياسية متعددة.

ويُنتظر أن تتفاعل هذه القضية على المستوى الدبلوماسي خلال الأسابيع المقبلة، خاصة إذا ما قررت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية إعطاء وزن لهذه المبادرة وتحويلها إلى فرصة لخفض التوترات في منطقة الشرق الأوسط.