شهدت ساحة الشهداء في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، إقبالاً جماهيرياً لافتاً من المواطنين منذ انطلاق المرحلة الأولى من أعمال الترميم والتأهيل التي تستهدف المعلم التاريخي والشعبي المركزي في المدينة.

وقد أصبحت الساحة، التي ظلت لسنوات رمزاً للذاكرة الجماعية لأبناء زنجبار ومتنفساً رئيسياً لهم، نقطة جذب للزوار والعائلات الذين توافدوا بكثافة للاستمتاع بأجوائها الجديدة وللمشاركة بصمتهم في متابعة خطوات إعادة الاعتبار لهذا الموقع الحيوي.

وتعد هذه الأعمال، التي تنفذها الجهات المحلية بالتنسيق مع مجموعات تطوعية ومنظمات محلية، خطوة هامة على طريق استعادة المظهر الحضاري والوجه الجمالي لمدينة زنجبار، بعد سنوات طويلة من الإهمال والتدهور الذي طال البنية التحتية والمرافق العامة فيها.

ويرى مواطنون أن هذا الحراك يمثل بارقة أمل لعودة الحياة إلى جميع مرافق المدينة العامة، ويعبّر عن توق كبير من قبل السكان نحو استعادة المساحات الخضراء والمواقع الترفيهية والثقافية التي كانت تشكل نسيجاً أساسياً من نسيج الحياة اليومية في الماضي.

وأشاد عدد من الزوار بجهود القائمين على المشروع، مؤكدين أن إعادة تأهيل ساحة الشهداء لا يكتسب أهمية فقط من حيث الجانب الجمالي أو الترفيهي، بل يحمل أيضاً دلالة رمزية عميقة تعكس اهتمام المجتمع بتاريخه وبمؤسساته العامة، فضلاً عن دوره في تعزيز النسيج المجتمعي وتنشيط الحركة الاجتماعية والاقتصادية في المدينة.

من جانبهم، أكد مسؤولون محليون أن هذه المرحلة ما هي إلا بداية لخطة شاملة تستهدف إعادة تأهيل العديد من المرافق العامة في زنجبار، ضمن جهود متكاملة لإحياء البنية التحتية وتوفير خدمات أفضل للمواطنين، مشيرين إلى أن الدعم الشعبي والإقبال الكبير على الساحة يشكلان حافزاً قوياً لاستمرار العمل وتوسيع نطاقه.

ويأمل أبناء المحافظة أن تمثل هذه الخطوة بداية نهضة حقيقية تشمل جميع القطاعات الخدمية والبنية التحتية في أبين، وأن تُعيد زنجبار إلى مكانتها الطبيعية كحاضرة ثقافية وحضارية في الجنوب اليمني.