تصعيد جديد لانتهاك الحريات الدينية وتكريس الهيمنة الطائفية، فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية قيودًا صارمة على أداء صلاة عيد الأضحى في العاصمة المحتلة صنعاء، ومنعت المصلين من إقامتها في مساجدهم، مجبرةً إياهم على التوجه إلى ساحات عامة تُدار مباشرة من قبل عناصر الجماعة.

المساجد مغلقة والساحات تحت السيطرة

وقال شهود عيان وسكان محليون إن الحوثيين أغلقوا عشرات الجوامع صباح العيد، وأصدروا تعميمات لأئمتها بعدم إقامة الصلاة داخلها، ضمن مخطط يهدف إلى احتكار المنابر الدينية وتحويلها إلى أدوات تعبئة سياسية تخدم مشروعهم الطائفي.

وأكد الأهالي أن المليشيا فرضت ساحات مركزية محددة مسبقًا، يشرف عليها عناصر من جهاز التعبئة العقائدية، وعيّنت خطباء موالين لها لبث خطاب مذهبي وسياسي يتنافى مع روح العيد ووحدة المسلمين.

غضب شعبي واسع... والمليشيا تصر على فرض وصايتها

وقد أثارت هذه الإجراءات سخطًا شعبيًا واسعًا في أوساط سكان صنعاء، الذين رأوا في الخطوة تعديًا صارخًا على شعائرهم الدينية وحقهم في أداء الصلاة بحرية، دون توجيه أو وصاية.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة التضييقات الحوثية على المساجد والخطباء، ضمن مخطط لفرض نموذج ديني أحادي وتصفية التعدد المذهبي في اليمن.

الصلاة رهينة المشروع الإيراني

ويربط متابعون بين ما حدث صباح العيد وبين الدور الإيراني الذي تتبناه الجماعة في إعادة تشكيل الفضاء الديني وفق أيديولوجيتها المستوردة، مؤكدين أن الحوثيين لا يرون في العيد مناسبة للفرح والتسامح، بل فرصة لتجنيد العقول وتوسيع دائرة التبعية العقائدية.