كشفت دراسة حديثة أن نظاما غذائيا محددا قد يحدث فرقا كبيرا في تحسين صحة النساء في منتصف العمر، من خلال تقليل الهبّات الساخنة ودعم فقدان الوزن.

وأجرت جمعية "سن اليأس" هذه الدراسة بهدف تقييم تأثير النظام الغذائي النباتي بالتحديد على الأعراض المصاحبة لمرحلة انقطاع الطمث، وهي فترة انتقالية بيولوجية تمر بها النساء غالبا بين سن 45 و55 عاما، ويصاحبها تغيرات نفسية وجسدية كالهبات الساخنة واضطرابات النوم وتقلبات المزاج.

وشارك في الدراسة 84 امرأة، تم توزيعهن عشوائيا على مجموعتين:

المجموعة الأولى: اتبعت نظاما غذائيا نباتيا قليل الدسم مدعّما بفول الصويا.

المجموعة الثانية (الضابطة): واصلت تناول اللحوم والأسماك كالمعتاد.

واستمر البرنامج الغذائي لمدة 12 أسبوعا، وجرى خلاله تحليل سجلات غذائية مفصلة باستخدام برنامج بحثي متخصص في بيانات التغذية.

وأظهرت النتائج أن النساء اللاتي اتبعن النظام النباتي شهدن انخفاضا كبيرا في الهبّات الساخنة الشديدة بنسبة 92%، في حين لم يطرأ تغيير ملحوظ لدى المجموعة الضابطة.

كما لوحظ أن النظام النباتي ساهم في خفض الوزن، إلى جانب تحسين عام في الحالة الصحية.

وأكد الباحثون أن مصدر الطعام — نباتي أم حيواني — هو العامل الأكثر تأثيرا على النتائج الصحية، بغض النظر عن درجة المعالجة. فبينما ترتبط الأطعمة فائقة المعالجة عادة بزيادة السعرات الحرارية ومشكلات الوزن، بيّنت الدراسة أن الأطعمة النباتية، حتى لو كانت معالجة، تظل أكثر فائدة من نظيرتها الحيوانية.

وفي بيان صحفي، أوضحت جمعية "سن اليأس" أن: "الأطعمة فائقة المعالجة غالبا ما تكون غنية بالسعرات الحرارية والسكريات والدهون غير الصحية، وفقيرة بالألياف والعناصر الغذائية. إلا أن نوعية المصدر الغذائي (نباتي أم حيواني) تظل العامل الحاسم في التأثير الصحي".

وأضافت الدكتورة ستيفاني فوبيون، المديرة الطبية للجمعية: "تبرز هذه النتائج أهمية النظام النباتي، خاصة عندما يكون غنيا بفول الصويا، في تخفيف أعراض سن اليأس وتعزيز الصحة العامة. كما أن لهذا التوجه الغذائي فوائد إضافية معروفة، كخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان".

وبناء على ما توصلت إليه الدراسة، يُنصح النساء في منتصف العمر بالنظر في تبنّي نظام غذائي نباتي متوازن، ليس فقط لتخفيف أعراض انقطاع الطمث، بل أيضا للحفاظ على الصحة العامة والوقاية من أمراض مزمنة.