في خطوة جديدة تعكس سعي مليشيا الحوثي إلى تسييس العملية التعليمية وتطويعها لخدمة مشروعها الفكري، أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التابعة للجماعة تعميماً يُلزم الجامعات الحكومية والأهلية في مناطق سيطرتها بتدريس مقررات ذات طابع أيديولوجي، أبرزها “الثقافة الإسلامية”، و”الصراع مع العدو الإسرائيلي”، و”الثقافة الوطنية”.

ويحمل التعميم، الصادر بتاريخ 24 مايو 2025، توقيع القيادي الحوثي حسن عبدالله الصعدي، المعين وزيراً للتعليم العالي الحوثي مشددا في توجيهاته على ضرورة الالتزام بتنفيذ هذه المقررات دون اعتراض، ملوّحاً باتخاذ إجراءات عقابية ضد الجامعات أو الكليات التي تُخالف التوجيه.

ويُنظر إلى هذا القرار باعتباره جزءاً من سياسة ممنهجة تهدف إلى تحويل المؤسسات الأكاديمية إلى أدوات لنشر الفكر الطائفي، في سياق ما يصفه مراقبون بمحاولة “حوثنة” التعليم وفرض سرديات فكرية مستمدة من أدبيات ولاية الفقيه، بما يتعارض مع تقاليد التعليم الجامعي في اليمن ذات البعد المتعدد.

وأعرب أكاديميون ومختصون في الشأن التعليمي عن خشيتهم من الانعكاسات الخطيرة لهذا التوجه على مستقبل التعليم العالي في البلاد، محذرين من أن الجامعات في مناطق سيطرة الجماعة قد تتحول إلى منصات للتجنيد الفكري، ما يُنذر بإنتاج أجيال منزوعة الهوية الوطنية، ومحمّلة بثقافة الإقصاء والإرهاب الطائفي.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق لمليشيات الحوثي أن أجرت تعديلات جذرية على المناهج الدراسية في مراحل التعليم الأساسي، تم من خلالها إدخال مفردات ومفاهيم مذهبية تتعارض مع الهوية الوطنية الجامعة، في إطار مشروع أيديولوجي يسعى لإعادة تشكيل الوعي العام وفقاً لرؤية التغيير المعرفي لتغيير هوية اليمنيين العربية الإسلامية.