في ظل تدهور الأوضاع البيئية والصحية على نحو متسارع، أطلقت الحكومة اليمنية نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي، مطالبةً بتدخل فوري لإنقاذ المدنيين من كارثة وشيكة تهدد أرواح الآلاف، خصوصًا في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات أخرى تعاني من انتشار غير مسبوق للأوبئة.

وفي بيان استغاثة رسمي، دعت وزارة التخطيط والتعاون الدولي الدول المانحة والمؤسسات المالية والمنظمات الإنسانية إلى تقديم دعم مباشر وعاجل لتعزيز قدرات وزارة الصحة العامة والسكان، بالتعاون مع السلطات المحلية في المناطق المنكوبة، لمواجهة تفشي الحميات القاتلة، وعلى رأسها وباء الكوليرا.

وأشار البيان إلى تسجيل ارتفاع كبير في عدد الإصابات بالكوليرا منذ بداية شهر مايو، حيث تُرصد يوميًا مئات الحالات، بعضها في حالة حرجة. وأكدت الوزارة أن العجز في التمويل، والانهيار المتواصل في النظام الصحي، يضاعفان من حجم الكارثة، ويجعلان فرص النجاة منعدمة لدى الكثير من المرضى، خاصةً في ظل نقص الأدوية والمحاليل الطبية.

وحذّرت الحكومة من أن تفاقم هذا الوضع قد يقود إلى كارثة صحية واسعة النطاق، تُهدد حياة آلاف الأشخاص، لا سيما من الفئات الأشد ضعفًا كالأطفال والنساء وكبار السن. كما نبّهت إلى أن انتشار الأوبئة قد يمتد إلى محافظات إضافية، ما لم يتم التحرك العاجل لاحتواء الموقف.

وطالبت الوزارة الجهات الدولية المعنية بتوفير دعم فوري لمراكز علاج الكوليرا والحميات المنتشرة في المدن، يشمل توفير الأدوية الأساسية، والمحاليل الوريدية، وحوافز للعاملين في القطاع الصحي، بالإضافة إلى تعزيز التدخلات الوقائية كحملات الرش ومكافحة النواقل، وتحسين خدمات الصرف الصحي.

كما شدد البيان على أهمية تعزيز حملات التوعية المجتمعية بطرق الوقاية من الأمراض المعدية، وكيفية التعامل مع أعراضها، مؤكدة ضرورة تنسيق كل الجهود مع السلطات المحلية لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من السكان وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.