لهذه الأسباب فشلت القوى الوطنية في تحرير اليمن من المشروع الحوثي الفارسي
قبل 10 دقيقة
في الوقت الذي تمر فيه اليمن بأسوأ مراحلها السياسية والإنسانية، تتجلى أزمة البلاد في عمقها الأخلاقي والوطني، ولم يعد الأمر حصرًا على مظاهرها الأمنية والمعيشية
.
ولهذا فإن المعضلة اليمنية لم تكن يوماً نتيجة نقص في القوى أو القدرات، بل كانت -وما تزال- نتيجة مباشرة لغياب المشروع الوطني الجامع، المناهض لتفشي المشاريع الطائفية والسلالية والعنصرية والجهوية والفئوية التي تقود الى تمزيق اليمن إلى كانتونات متناحرة وألغت فكرة الدولة لصالح الولاءات الضيقة.
إن حالة الانقسام المجتمعي والسياسي شكّلت أرضية خصبة لتغوّل المشروع الحوثي الفارسي، الذي استثمر في هذا الشتات الوطني ليبسط نفوذه بقوة السلاح ويغرس مشروعاً طائفياً عابراً للهوية اليمنية ومصادماً لجوهرها الحضاري والتاريخي ، وبدلاً من أن تتوحد القوى الوطنية بمواجهة هذا المشروع الكهنوتي، غرقت النخب في صراعات جانبية ذات طابع جهوي وسلالي، وراحت تقسم الولاءات والمناطق بحسب الهوية والمصلحة لا وفق معيار الوطن الجامع.
ضياع البوصلة الوطنية
منذ الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي عام 2014، لم نلمس وجود استراتيجية وطنية واضحة أو رؤية موحدة لإنقاذ اليمن. كل طرف يدّعي تمثيل "الشرعية" أو "الثورة"، دون مشروع وطني حقيقي بدلاً من ذلك، ظهرت قوى تدّعي أنها مع الوطن، لكنها تمارس الإقصاء والتخوين على أساس الانتماء المناطقي أو السلالي أو الحزبي. هذا الخلل البنيوي هو ما سمح للمشروع الحوثي الإيراني أن يتغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع، ويقدّم نفسه –زوراً– كخيار "مقاوم" بينما هو في الحقيقة مشروع تدميري يعيد اليمن قرون الجهل والتخلف.
لا يخفى على أحد أن المشروع الحوثي ليس مجرد حركة تمرد مسلحة، بل هو مشروع مذهبي عنصري سلالي مرتبط بإيران، يسعى لتغيير هوية اليمن الثقافية والسياسية، ويفرض وصاية دينية على المجتمع بقوة السلاح والدين المؤدلج.
فهو أي ـ الحوثي ـ لا يؤمن بمفاهيم الدولة الحديثة ولا المواطنة المتساوية، بل ينطلق من فكرة "الحق الإلهي" في الحكم، ويُقصي كل من لا ينتمي إلى سلالته أو لا يؤمن بمشروعه الطائفي.
إن غياب المشروع الوطني الجمهوري أفشل جميع الحوارات والتفاهامات التي جرت مع القوى اليمنية في عدة دول شقيقة وستفشل اي حوارات قادمة وستعمق الخلافات في صفوف القوى الوطنية ويزداد الفشل لصالح المشروع الحوثي الطائفي وهو ما يخشى منه بعد أن انشغلت النخب بتقاسم السلطة في المنفى أكثر من اهتمامها بتحرير صنعاء.
المؤسف ان البعض شكّل مليشيات خاصة لا ترتبط بمشروع وطني، بل بمصالح إقليمية أو فئوية, فيما المواطن اليمني البسيط دفع الثمن الأكبر، بين جوع وتشريد وقهر، بلا أمل يلوح في الأفق وما يحتاجه اليمن ،اليوم، ليس مزيداً من الخطابات، بل مشروعًا وطنيًا جامعًا ينطلق من قاعدة "الوطن أولاً"، مشروعًا يُبنى على أسس الدولة المدنية والمواطنة المتساوية، ويقطع مع كل مشاريع السلالة والطائفة والجهوية ، مشروعًا يُلزم كل القوى بنبذ السلاح والتطرف، ويركّز على تحرير اليمن من كل التدخلات الايرانية ، التي تمثّل سرطاناً في الجسد اليمني.
نؤمن أن اليمن لن يتحرر، و أن الحلول السياسية أو العسكرية، لن تنجح ما لم يُعاد بناء مشروع وطني يمني خالص، مستقل عن الخارج، خالٍ من العصبيات. فكلما طالت معركة الولاءات الضيقة، ازدادت فرص بقاء الحوثي، وتعاظمت مخاطر ضياع اليمن كدولة وهوية. المعركة اليوم لم تعد معركة حدود أو سلطة، بل معركة وجود وهوية وطنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
عندما اتفقا على المواعدة وصعدا إلى الغرفة كانت المفاجأة...محامٍ إماراتي يروي قصة تعرُّف رجل ثري على
دعا الإعلامي اليمني البارز المقرب من الانتقالي الجنوبي عادل اليافعي، إلى ضرورة إيلاء مدينة عدن اهتما