ناشد والد الشابة النرويجية مارتين فيك ماغنوسن، التي قُتلت واغتُصبت في لندن قبل أكثر من 17 عامًا، وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي التدخل لتأمين تسليم المشتبه به الرئيسي في الجريمة من اليمن، وفق صحيفة "اندبندنت" البريطانية.

وتعود القضية إلى مارس 2008، حين عُثر على جثة مارتين، البالغة من العمر 23 عامًا، "نصف عارية" في قبو شقة فاروق عبد الحق في شارع غريت بورتلاند وسط لندن، وذلك بعد خروجها من نادٍ ليلي برفقة عبد الحق للاحتفال بنهاية الفصل الدراسي.

فاروق عبد الحق، وهو نجل الملياردير اليمني الراحل شاهِر عبد الحق الملقب بـ"ملك السكر"، فرّ من المملكة المتحدة إلى اليمن مرورًا بمصر بعد ساعات من وقوع الجريمة، ومنذ ذلك الحين ظل بمنأى عن العدالة رغم صدور مذكرة توقيف دولية بحقه وإدراجه على قوائم المطلوبين لدى شرطة سكوتلانديارد.

وقال والد مارتين في تصريحات لصحيفة "اندبندنت": "كأب لابنة شابة اغتُصبت وقُتلت بوحشية، فإن فداحة الجريمة تتضاعف بسبب بقاء المشتبه به خارج متناول العدالة، محميًا من قبل سلطات الحوثيين في اليمن". وأضاف: "قضية مارتين تبيّن كيف يمكن للثروة وعدم الاستقرار الإقليمي أن يعيقا تحقيق العدالة، ويحرمان عائلات الضحايا من الإغلاق النفسي والقانوني".

رغم سحب جواز سفر عبد الحق الأمريكي وجنسيته المصرية المزدوجة، إلا أنه لا يزال يحتمي بجواز سفره اليمني، في ظل غياب اتفاقية تسليم مجرمين بين بريطانيا واليمن، ما يتركه بمنطقة آمنة قانونيًا حتى الآن.

وفي هذا السياق، طالب والد الضحية الحكومة البريطانية بالضغط على الحوثيين لسحب جواز سفر عبد الحق اليمني، واصفًا قضيته بأنها "اختبار لقدرة القانون الدولي على مواجهة الإفلات من العقاب". وقال: "إذا تمكن موت مارتين المأساوي من إحداث صحوة دولية حول قضايا العنف القائم على النوع وتجاوزات العدالة عبر الحدود، فسيكون في ذلك بعض العزاء لمعنى حياتها وفقدانها".

وفي نداء مباشر إلى فاروق عبد الحق، قال الأب: "تحلَّ بالشجاعة وارجع إلى بريطانيا وواجه محكمة عادلة... قضيتك لن تُطوى".

وكان عبد الحق قد أرسل في وقت سابق رسائل نصية إلى قناة "بي بي سي عربي"، قال فيها إن وفاة مارتين كانت نتيجة "حادث جنسي خرج عن السيطرة"، مؤكدًا أنه يشعر "بندم عميق"، وهي رواية رفضها والدها قائلاً: "كانت هناك أكثر من 40 إصابة على جسدها – هذا لا يدخل في إطار أفعال جنسية عارضة".

وتواصل شرطة لندن (ميتروبوليتان) ملاحقة عبد الحق، إذ قال المحقق جيم باري في تصريح سابق: "لقد مضى على هروبك 17 عامًا... آن الأوان لتتحمّل مسؤوليتك تجاه مارتين وعائلتها. مطاردتنا لك لن تتوقف".

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية التعليق على قضايا التسليم، مكتفيًا بالقول: "نُعرب عن تعاطفنا مع عائلة مارتين ماغنوسن، ونبقى على تواصل معهم لتقديم الدعم".