منذ انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية وكلاء ايران 2014 وسيطرتها على العاصمة صنعاء، أولت مليشيا الحوثي أهمية قصوى لتعزيز قبضتها الأمنية على المناطق الخاضعة لسيطرتها وقمع أي معارضة داخلية ضدها.

مؤخرًا قامت مليشيا الحوثي باستحداث ذراع بوليسي جديد يقوده علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة.

هذا الذراع الإيراني ليس مجرد جهاز أمني تقليدي، بل هو نسخة هجينة من أدوات القمع الممنهجة، تجمع بين العقيدة، والرقابة، والترهيب، لتكريس سلطة الجماعة داخل مناطق سيطرتها شمال البلاد.

"استخبارات الشرطة" ليس جهازًا طارئًا، بل نواة لسلطة بوليسية صاعدة، يقودها علي حسين الحوثي، قد تُعيد إنتاج النموذج الإيراني في اليمن، لكن بلون دمٍ يمنيٍ خالص.

تأسيس الجهاز: قمع من الهامش

أُنشئ جهاز ما يسمى "استخبارات الشرطة" في مارس 2024، كجهاز موازٍ لجهاز الأمن والمخابرات، لكنه يختلف عنه في البنية الاجتماعية. فبينما يسيطر "الهاشميون" على مراكز القرار الأمني والاستخباراتي، ضمّ الجهاز الجديد عناصر من الطبقات الدنيا، جرى إخضاعهم لتدريبات عقائدية مكثفة، قبل تسليحهم بأدوات المراقبة والقمع.

يشرف علي حسين الحوثي، المُنتحل لرتبة "لواء"، على الجهاز مباشرة، ويوجّه عملياته التي تشمل مراقبة شبكات التواصل، تنفيذ حملات اعتقال، وتصفية حسابات سياسية داخلية.

منصّة للبطش والترويع

يتبع الجهاز أساليب ممنهجة في الترهيب، تشمل التجسس، التشهير، الاختطاف، وابتزاز الشخصيات العامة. لا يقتصر نشاطه على قمع الخصوم، بل يمتد لقمع من يشكّ بولائهم للجماعة، بمن فيهم موظفون حكوميون وصحفيون ومثقفون.

في أبريل 2025، قاد الجهاز حملة اختطافات في عموم المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي وخصوصا في محافظة الحديدة، حيث استهدفت قيادات شركة النفط الوطنية، كما نفّذ عمليات مشابهة في ذمار وصنعاء، طالت مثقفين وناشطين، منهم الكاتب عبدالوهاب الحراسي، والخبير محمد المليكي.

فساد ممنهج.. وابتزاز بلا حدود

وفق تقارير حقوقية، تحول الجهاز إلى ذراع مالية غير رسمية، تمارس الجباية والابتزاز بذرائع أمنية، وتستخدم بلاغات ملفقة للضغط على المستهدفين لدفع مبالغ مالية أو تقديم خدمات لصالح المليشيا.

امتد الابتزاز إلى الموانئ والسفن التجارية، حيث تُفرض إتاوات غير قانونية، وتُصادر شحنات دون أوامر قضائية، تحت إشراف مباشر من نجل الصريع حسين الحوثي.

اختراق ناعم للمجتمع المدني

بالتوازي مع القمع، يتحرك نجل مؤسس الجماعة (علي حسين الحوثي) لاختراق الفضاء المدني.

في ديسمبر 2024، عُيّن رئيسًا لنادي شعب صنعاء، في خطوة لتوظيف الأندية كمنصات دعائية. كما يقود فعاليات جماهيرية لما يسمى "شهداء الأمن"، ويظهر في زيارات ميدانية لتعزيز نفوذه الرمزي.

نظام طبقي مسلّح

تقوم البنية الأمنية للحوثيين على تمايز طبقي صارخ، النخبة "الهاشمية" تضع الاستراتيجيات وتحتكر القرار، بينما تنفّذ العناصر الدنيا المهام القذرة: الاختطافات، المداهمة، والتنكيل، مقابل الامتيازات والحماية.