تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
الوحدة اليمنية.. بين حلم تحقيق دولة الحقوق والحريات وكابوس الانتهاكات الحوثية
105 قراءة  |

بشرى العامري:

لم يكن الثاني والعشرون من مايو عام 1990 مجرد يومٍ لإعلان إعادة وحدة اليمن وإنهاء التشطير، بل كان ميلاداً لوطنٍ جديد، فتح أبوابه لآفاق واسعة من الحرية الفكرية، والتعددية السياسية، وصون كرامة الإنسان وحقوقه، فارتبطت الوحدة اليمنية منذ لحظاتها الأولى بالديمقراطية، كخيارٍ أصيل ومسارٍ وطني، لا رجعة عنه.

وجاء النص الدستوري للجمهورية اليمنية ليؤكد هذا الالتزام، بوضوح على تبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في خطوة متقدمة وغير مسبوقة في معظم دساتير الدول، إذ حمّلت اليمن نفسها التزاماً قانونياً كاملاً تجاه تلك الوثيقة الدولية، وليس مجرد التزام أخلاقي أو معنوي فقط.

ومع إعلان الوحدة، دشّن اليمن عهداً جديداً من الحريات، فشهدت البلاد ازدهاراً في المشهد الإعلامي، وتصدّرت الصحف المستقلة الواجهة خلال السنوات الأربع الأولى، في زمنٍ أصبحت فيه البلاد في طليعة الدول العربية في مساحة الحريات الصحفية.

كما فتحت الأفق أمام الحراك الحقوقي، فأُنشِئت منظمات المجتمع المدني، ونمت حركة حقوق الإنسان جنباً إلى جنب مع مولد الجمهورية اليمنية، لتشكل تلك المنظمات شريكاً فاعلاً في مسيرة البناء الوطني والتنمية المستدامة.

ولم يقتصر تأثير المجتمع المدني على الداخل فحسب، بل امتد إشعاعه الحقوقي والديمقراطي ليشكل نموذجاً مشرقاً في الفضاء العربي، حيث أسهم في ترسيخ مبادئ الديمقراطية والعدالة والمساواة.

كانت الديمقراطية والتعددية ثمرة من ثمار الوحدة، وكانت هناك نتائج إيجابية ملموسة في كثير من المجالات.

ولكن بعد حرب صيف 1994، ظهرت بعض الاختلالات والتجاوزات التي حاول بعض مفتعليها الإضرار بالوحدة، كما حدثت أخطاء وتجاوزات رافقت أداء الدولة، غير أن مخرجات الحوار الوطني الشامل نصت على معالجة تلك الأخطاء وإنصاف الجنوب وقضيته العادلة، وإنصاف المتضررين، في ظل أقاليم يتوافق عليها جميع اليمنيون، غير أن انقلاب ميليشيا الحوثي جاء ليخلط الأوراق.

وارتبط انبثاق المشهد الحقوقي الحديث في البلاد بولادة الدولة الجديدة، وشكّل ركيزة أساسية في رسوخ التحول الديمقراطي على مدى أكثر من ثلاثة عقود. ولولا نضال منظمات حقوق الإنسان، ومؤسسات الحريات، لما ترسخ هذا الوعي المجتمعي العميق بقيم الديمقراطية، وقبول الآخر، والتصدي لخطابات الكراهية والتشظي التي تحاول ميليشيا الحوثي أن تفرضها على واقعٍ يمنيٍ عرف طعم الحرية، وتربّى على معنى التعدد والاختلاف الحضاري والفكري.

ومهما حدث من انكسارات ستظل الوحدة اليمنية إنجازاً خالداً، لا يمكن إنكاره، فقد نقلت اليمن من حالة الانقسام إلى فضاء التوحد، ومن ضيق الاستبداد إلى رحاب وطنٍ متنوع، يزهو بثقافته، ويفتخر بقدرات أبنائه، ويؤمن إيماناً راسخاً بالعدالة والمساواة وحقوق الإنسان.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
المشهد اليمني | 1277 قراءة 

في تحليل موسّع نشره مساء يوم السبت، ألقى الصحفي اليمني البارز خالد سلمان الضوء على الضربة الجوية


موقع الأول | 565 قراءة 


كريتر سكاي | 553 قراءة 

قال عضو المكتب السياسي للحوثيين حزام #الأسد: بينما يترنح العدو تحت وقع الضر


جهينة يمن | 479 قراءة 

تحليل صادم لصحفي يمني...كيف عرفت إسرائيل بمكان الاجتماع الحوثي؟



نجا رئيس هيئة الأركان العامة في جماعة أنصار الله “الحوثيين”، محمد الغماري، من محاولة اغت


جهينة يمن | 451 قراءة 

فتح تأشيرات العمرة بعد الحج رسميًا… واستبعاد 3 دول عربية يثير الجدل


كريتر سكاي | 417 قراءة 

نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً استهدفت


صوت العاصمة | 402 قراءة 

انتهى عصر منع الانتشار النووي عبر الدبلوماسية مع الهجوم الإسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني، ومن


جهينة يمن | 367 قراءة 

عاجل : جماعة الحوثي تفاجئ الجميع بأول رد عسكري على اغتيال رئيس هيئة الاركان التابع لهم


كريتر سكاي | 337 قراءة 

قال مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الحوثية، أمين البرعي