شهدت مدينة ردفان بمحافظة لحج، امس الإثنين، حفلًا تحكيميًا قبليًا أنهى قضية الاعتداء وإطلاق النار التي تعرض لها الشيخ أمين العتش في العاصمة المؤقتة عدن، وذلك وسط أجواء سادها العفو والتسامح، وتجسدت فيها قيم المصالحة الاجتماعية وروح الأخوة.

وجمع الحفل، الذي حظي بحضور واسع، وجهاء وأعيان ردفان إلى جانب وفود من مشائخ وقيادات يافع ومناطق أخرى، في خطوة أكدت متانة العلاقات التاريخية التي تربط بين هذه المناطق، وقدرتها على تجاوز الخلافات في إطار الوحدة الوطنية.

أعرب أبناء ردفان ومشائخها عن ترحيبهم بالوفود القادمة، مؤكدين أن العلاقة مع يافع وغيرها من المناطق تقوم على أساس النضال المشترك والتضحية والفداء، وأن مثل هذه الحوادث العابرة لا يمكن أن تؤثر على متانة هذه الروابط.

من جانبهم، أشاد الحاضرون بالجهود التحكيمية التي بذلها الوساطة القبلية، والتي أسفرت عن إقرار العدل وطي صفحة الخلاف، معبرين عن ارتياحهم للنتيجة التي انتهت إليها القضية، والتي جاءت تجسيدًا لأصالة العرف القبلي وقيم العفو عند المقدرة.

وسادت الفعالية أجواء من الاحترام المتبادل، حيث تبادل الجميع عبارات التقدير والثناء، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تعزز اللحمة الاجتماعية وتصون الأمن والاستقرار. كما عبر المشائخ عن تمسكهم بحل النزاعات عبر الحوار والتحكيم العرفي، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.

وانتهى الحفل بمشاهد التصافح والعناق، وسط تأكيدات من جميع الأطراف على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية ودرء الفتن، وإعلاء قيم التسامح في حل أي خلافات قد تطرأ في المستقبل.

يذكر أن مثل هذه المصالحات القبلية تُعد نموذجًا يُحتذى به في تعزيز السلم الاجتماعي، خاصة في المناطق التي تشهد ترابطًا عشائريًا وثيقًا مثل لحج ويافع.