مقدمة:

خلال لقائي الأخير بصديق قديم من مناطق سيطرة الحوثيين، والذي قدم إلى عدن مع أسرته لتلقي العلاج، أبدى إعجابه بالتسهيلات التي يجدها الشماليون في النقاط الأمنية الجنوبية. وقد دفعني حديثه إلى مقارنة الإجراءات الأمنية المتبعة في عدن بتلك التي يواجهونها عند دخول مناطق الحوثيين.

شهادة من صديق شمالي:

أوضح صديقي أن دخول عدن يتم بسهولة ويسر دون تعقيدات أمنية كبيرة. أما عند دخول مناطق الحوثيين، فيخضعون لتحقيقات وتفتيش فردي دقيق، ويتم تدوين أسمائهم في قاعدة بيانات، على الرغم من أنهم من سكان تلك المناطق ومعروفين لديهم.

رسالة إلى اللجنة الأمنية العليا في عدن:

إن النوايا الطيبة قد تؤدي إلى نتائج عكسية في ظل الحرب المفتوحة والحدود غير المحكمة التي نعيشها. لذا، أتوجه برسالة إلى اللجنة الأمنية في عدن بضرورة أخذ الحيطة والحذر.

موقفنا من الاحتجاجات على تدهور الخدمات:

لطالما كنت في مقدمة الصفوف في أي تحرك ثوري يهدف إلى مكافحة الفساد والمطالبة بتحسين الخدمات، انطلاقًا من قناعتي الثورية القديمة.

انكشاف الأهداف الخفية للاحتجاجات:

لكن سرعان ما تكشفت النوايا الحقيقية لبعض هذه الاحتجاجات، والتي يبدو أنها تستهدف ضرب قضية شعب الجنوب العادلة من خلال إشاعة الفوضى.

مظاهر الانحراف في الاحتجاجات:

يتضح ذلك من خلال الهتافات العنصرية التي تستهدف مناطق جنوبية ذات ثقل قتالي وتاريخ مشرف في مواجهة أعداء الجنوب وحماية أمن عدن واستقرارها على الحدود.

كما تقوم عناصر تخريبية ضمن هذه الاحتجاجات بترديد شعارات معادية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يمثل القوة السياسية والعسكرية الفاعلة في التصدي لأعداء الجنوب والذي حقق انتصارات عسكرية وأمنية عليهم في معارك عديدة. هذا يكشف بوضوح أن الهدف هو استغلال تدهور الخدمات لإحداث فوضى شعبية تخدم أجندة مناوئة لقضية الجنوب.

قضية النازحين وتأثيرها الأمني:

لا يخفى على أحد أن عدن تستقبل أعدادًا كبيرة من النازحين من مناطق سيطرة الحوثي. وهناك محافظات شمالية يقوم بعض أبنائها باستخراج بطائق شخصية من مواليد عدن، على الرغم من أنهم ولدوا وعاشوا في الشمال ولم يعرفوا عدن إلا بعد عام 2015.

أود التأكيد هنا أن حديثي لا يستهدف مواليد عدن الأصليين. فنحن لسنا عنصريين ونرحب بجميع الضيوف الكرام ونقدرهم. لكن أن يصل الأمر إلى تهديد أمن واستقرار الجنوب، فإن لشعب الجنوب والمقاومة الجنوبية حسابات وردود أفعال أخرى، وسوف نقدم الأدلة القاطعة على ذلك متى ما دعت الحاجة. أنا هنا أتحدث تحديدًا عن نازحي ما بعد 2015، الذين قد يتمكن البعض منهم من الحصول على صفة "جنوبي عدني" بمجرد امتلاك المال.

خلاصة وموقفنا الواضح:

ما زلنا في خضم ثورة، ودماء شهدائنا لم تجف بعد. ونحن جميعًا ضد تدهور الخدمات في عدن، وندعم أي احتجاجات سلمية تطالب بتحسينها. لكن إذا وصل الأمر إلى المساس بقضية الجنوب، فإن أي اعتبار آخر يتلاشى. سنحمي جنوبنا الحبيب جنبًا إلى جنب مع المجلس الانتقالي الجنوبي مهما بلغت التضحيات.