يمن إيكو|أخبار:

طالب المركز الأمريكي للعدالة، اليوم السبت، الحكومة اليمنية بفتح تحقيق عاجل ومستقل بشأن ما وصفه بـ”الانتهاكات المالية والإدارية الخطيرة” التي يتعرض لها التجار اليمنيون في منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، والتي أدت إلى تلف شحنات فاكهة المانجو المبردة وخسائر فادحة في القطاع الزراعي والتجاري اليمني.

وذكر المركز في بيان نشره على حسابه بـ “فيسبوك” ورصده موقع “يمن إيكو”، أنه يتابع ما يتعرض له التجار وناقلو البضائع، خصوصاً فاكهة المانجو المبردة، من “ممارسات غير مقبولة في منفذ الوديعة الحدودي” بين اليمن والسعودية.

وأكد المركز حصوله على شهادات وإفادات متطابقة “تفيد بوجود تعطيل متعمّد وإجراءات عبور غير مبررة، وصلت في بعض الحالات إلى تجاوز مدة الانتظار شهراً كاملاً، ما أدى إلى تلف بعض الشحنات وفقدان قيمتها السوقية”.

وأضاف: “فيما أظهرت الإفادات التي سجلها المركز انتشار شبكات فساد تفرض رسوماً غير قانونية تصل إلى 6,000 ريال سعودي لكل شاحنة مقابل تسريع إجراءات العبور، تُترك بقية الشاحنات لأيام وأسابيع طويلة في ظروف تؤدي إلى تلف البضائع”.

وأشار البيان إلى “مذكرة مدير المغادرة والموجهة لمدير منفذ الوديعة البري ومدير الجمارك أفاد فيها تسجيل انخفاض في نسبة السحب من الجانب السعودي بنسبة تجاوزت 70%، الأمر الذي ساهم في تفاقم تكدّس الشاحنات”.

وأكد أن استمرار هذا الوضع يهدد سبل عيش مئات العائلات اليمنية التي تعتمد على تجارة المانجو كمصدر رئيسي للدخل، “ويُعرض الاقتصاد الزراعي في اليمن والذي يعاني من تدهور مستمر لضربات قاسية، ويُفقد الأسواق الخارجية ثقتها في التزام اليمن بمعايير الجودة وسلامة التوريد”.

وشدد على أن “غياب الرقابة الحكومية الفعالة على عمل المنفذ”، من شأنه أن يُقوض جهود الإصلاح، “ويُعزز مناخ الفساد والإفلات من العقاب، في وقت تحتاج البلاد إلى تدفق تجاري منتظم ومستقر للخروج من أزمتها الاقتصادية المتفاقمة”.

وطالب المركز بفتح تحقيق عاجل ومستقل من قبل الحكومة اليمنية للكشف عن حقيقة هذه الادعاءات، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الانتهاكات المالية والإدارية.

ودعا المركز في ختام بيانه إلى “تعويض المتضررين عن الخسائر التي لحقت بهم، وإعادة النظر في الإجراءات المعمول بها في المنفذ الحدودي بما يضمن الشفافية والكفاءة، ومنع تكرار هذه الأزمة”.

يشار إلى أن السلطات السعودية عمدت مؤخراً إلى وقف استيراد المنتجات الزراعية اليمنية والأسماك، بشكل متكرر ومفاجئ وبدون إبداء الأسباب، ما أدى إلى نتائج كارثية كبدت المزارعين والصيادين خسائر فادحة جراء تلف كميات كبيرة من منتجاتهم في منفذ الوديعة.