انطلقت اليوم الاثنين في محافظة مأرب، شمال شرقي البلاد، أعمال المؤتمر الوطني للتعليم تحت عنوان "الواقع والتحديات"، الذي ينظمه المركز القومي للدراسات الاستراتيجية بالشراكة مع الوكالة اليمنية الدولية للتنمية.

ويهدف المؤتمر الذي أحتضنته جامعة إقليم سبأ ويستمر لمدة يومين إلى مناقشة واقع التعليم العام والجامعي في اليمن في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد، واستعراض أبرز التحديات، وتقديم أوراق ودراسات علمية وتطبيقية تواكب الاتجاهات الحديثة في التعليم، إلى جانب بحث واقع التمويل والطموحات المستقبلية، وتعزيز دور مختلف الجهات في تطوير هذا القطاع الحيوي.

ويركز المؤتمر الذي يأتي تحت شعار "تعليم جيد... مستقبل أجيال". على خمسة محاور رئيسية تشمل: التعليم العام والجامعي، تطوير المناهج، دور القطاعين الحكومي والخاص، التعليم الإلكتروني، والمشاركة المجتمعية.

ويشهد المؤتمر مناقشة 20 ورقة بحثية موزعة على أربع جلسات خلال يومين، بمشاركة باحثين وأكاديميين وممثلين عن منظمات وجهات مختصة، إضافة إلى مشاركة فاعلة من قطاع المرأة.

وحضر الجلسة الافتتاحية رئيس جامعة إقليم سبأ الدكتور محمد القدسي، ونائبه الدكتور حسين الموساي، ووكيل محافظة مأرب عبدالله الباكري، ووكيل وزارة الإدارة المحلية عبدالله القيسي، إلى جانب عمداء الكليات وأكاديميين ومهتمين بالشأن التعليمي.

وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد نائب وزير التربية والتعليم الدكتور علي العباب أن المؤتمر يمثل خطوة استراتيجية نحو صياغة رؤى وطنية قابلة للتنفيذ لتحسين واقع التعليم، مشيرًا إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بالمعلم وتعمل على معالجة التحديات المعيشية التي يواجهها من خلال خطط إصلاحية تشمل البنية التحتية والتدريب واتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة.

من جانبه، شدد وكيل محافظة مأرب عبدالله الباكري على أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على قضايا التعليم، لاسيما في ظل الظروف التي فرضتها الحرب، مؤكداً أن قيادة السلطة المحلية ستأخذ توصيات المؤتمر بعين الاعتبار في رسم السياسات واتخاذ القرارات التي تعزز العملية التعليمية وتنهض بها.

وأوضح رئيس المركز القومي للدراسات الاستراتيجية الدكتور عبدالحميد عامر، والمدير التنفيذي للوكالة اليمنية الدولية للتنمية الدكتور عبدالسلام السلامي، أن المؤتمر سبقه تحضير استمر تسعة أشهر من قبل لجنة علمية متخصصة، وأنه يمثل منصة للانطلاق نحو مستقبل تعليمي أفضل من خلال الخروج بتوصيات عملية قابلة للتطبيق تضمن شراكة فعالة بين جميع المعنيين.

وأكد المنظمون أن نجاح المؤتمر يعتمد على حجم التفاعل والمشاركة من مختلف المكونات، وعلى توظيف مخرجاته في رسم سياسات تعليمية أكثر فاعلية واستدامة.