يعتبر يوم الثالث من أيار (مايو) يوم الصحافة العالمي. فخلال عدة قرون، ومع ازدهار المعارف والعلوم والحياة البشرية أصبح للصحافة تأثير عالمي كبير، وقوة لا تضاهى، واتسع نطاق تأثيرها؛ ليمتد إلى كل تفاصيل الحياة العامة. انحصرت قوة الاستعمار والدكتاتوريات، وانحصر التضييق على الحريات العامة والديمقراطية، وتحديداً حرية الرأي والتعبير في مناطق شاسعة في العالم.

الثورات والحروب والنزاعات الدولية والإقليمية والفساد والاستبداد لا تزال تفعل فعلها في قمع الحريات الصحفية. وهناك عشرات الأنظمة في العالم ما تزال تمارس القمع ضد الصحافة والصحفيين، وبالأخص في بلدان آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية. وهناك تراجع في بلدان كانت مساحة الحريات الصحفية فيها مهمة كصر، والعديد من البلدان العربية، وبالأخص اليمن. فقد عرفت عدن في عقب الحرب الكونية الثانية تفتح وازدهار الحريات العامة والديمقراطية. فقد عرفت في الخمسينات وشطراً من الستينات تنوع وتعدد الوسائل الإعلامية، وهامشا ًواسعاً للحرية وصلت تخوم الحق في إصدار الصحيفة، وتأسيس الحزب أو النقابة بمجرد الإبلاغ. كما عرفت دولة الوحدة في الـ 22 من مايو إطلاقاً للحريات الصحفية، وأقر دستور دولة الوحدة، وقانون الصحافة رقم(25) إقراراً بالحريات الصحفية، رغم بعض القيود والمواد السالبة للحرية. أما بعد حرب 1994، وما نشهده اليوم من حروب أهلية وعدون خارجي فإن الهامش الديمقراطي والهامش الواعد للحريات الصحفية قد تلاشى، وغاب التنوع والتعدد. وبيان نقابة الصحفيين باليوم العالمي للصحافة يلقى الأضواء على طبيعة المحنة الكبيرة التي تواجه اثني عشر معتقلاً في صنعاء، واختطاف صحفي في حضرموت لدى القاعدة، ومقتل العديد في القصف الجوي والحرب الأهلية. كما نلاحظ عدم الاهتمام الكافي من قبل الاتحاد العام للصحفيين العرب، والمنظمات الدولية المدافعة عن الحريات الصحفية -بالصحفيين اليمنيين والإعلاميين الذين يعدون بالمئات ممن فقدوا صحفهم ومؤسساتهم الإعلامية، وتشردوا في أكثر من قطر، ويتعرضون للقمع والملاحقات والتضييق في لقمة العيش، ويواجهون التضييق على المواقع، ووسائل الاتصال الحديث.