في خطوة جديدة من مسرح العبث المضحك المبكي، أصدرت ميليشيا الحوثي اليوم قرارًا يقضي بحظر تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية والخاصة بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها في شمال البلاد.

وبحسب التعميم الصادر عن وزارة التربية التابعة للمليشيا، يُسمح فقط بتعليم الأبجدية الإنجليزية وقواعدها الأساسية في الصفوف الدنيا من الثالث إلى الرابع الابتدائي، ليُمنع بعد ذلك بشكل قاطع تدريسها في باقي المراحل الدراسية، بدعوى أن التركيز على اللغات الأجنبية “يُهمش اللغة العربية”، في بلد بات معظم طلابه بلا كهرباء ولا مرتبات ولا مناهج ثابتة.

ولم تتوقف الكوميديا عند هذا الحد، فالميليشيا أوضحت أن هذا القرار يأتي ضمن “عقوبات حوثية” ضد الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إعادة تصنيف الجماعة منظمة إرهابية من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

المفارقة الساخرة أن من ضمن العقوبات الحوثية، سبق أن أعلن رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط عن حظر التعامل مع عدد من شركات النفط، تصنيع الأسلحة، والعلامات التجارية الأمريكية للمواد الاستهلاكية — معظمها لم تدخل اليمن أصلًا لا من قريب ولا من بعيد!

مراقبون علقوا بسخرية أن الحوثيين “يضربون أمريكا في مقتل”، بمنع تدريس اللغة الإنجليزية في صنعاء وذمار وعمران، وكأن طلاب المدارس في صعدة كانوا في طريقهم لاجتياز اختبار TOEFL وامتحان SAT هذا الأسبوع.

ويواصل الحوثيون بهذه الإجراءات توسيع قائمة غرائبهم اليومية، حيث يرون في محاربة اللغة الإنجليزية معركة وجود، بينما يتساقط الاقتصاد، وتتدهور الخدمات، وتزداد معاناة الناس.