أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” إسحاق الحميري:
في خطوة تحمل رسائل سياسية وعسكرية متعددة الاتجاهات، جاءت زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران نهاية الأسبوع الماضي لتعكس تحولات دقيقة في المشهد الإقليمي، وسط سباق واضح بين التصعيد والتهدئة، وتزامناً مع تعقيدات الملف اليمني ومأزق المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
لايستبعد متخصصون تحدثوا لـ”يمن ديلي نيوز” أن يكون الملف اليمني في صلب زيارة وزير الدفاع السعودي المسؤول عن الملف اليمني، خاصة أنه اصطحب معه سفير السعودية لدى اليمن المسؤول عن الملف اليمني أمام القيادة السعودية.
فضلاً عن ذلك تأتي الزيارة في ظل تصاعد الصراع في المنطقة مع استئناف الولايات المتحدة الأمريكية غاراتها على جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، واستئناف كل من واشنطن وطهران المفاوضات غير المباشرة بوساطة عمانية، وهو الأمر الذي قد يحمل دلالات متعددة على علاقة بزيارة وزير الدفاع السعودي لطهران.
توقيت ومرحلة استثنائية
يقول الباحث في المركز الشرق أوسطي للأبحاث، جامعة كولومبيا الدكتور عادل دشيلة إن الزيارة تأتي في توقيت استثنائي وفي مرحلة استثنائية، وأنها في تقديره الشخصي تحمل عدة دلالات.
أولى الدلالات “أنها تأتي في إطار تحسن العلاقات بين السعودية وإيران خصوصاً بعد اتفاق 2023 برعاية صينية، حيث أدى هذا الاتفاق إلى خفض التصعيد العسكري والسياسي والإعلامي بين إيران والسعودية.
وقال: تسعى السعودية من الزيارة إلى تحسين العلاقة والضغط على جماعة الحوثي خصوصاً في ظل هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها إيران، من أجل تقديم مزيد من التنازلات قبل أن ينتهي المطاف بجماعة الحوثي كما انتهى المطاف بجماعات أخرى في المنطقة من حلفاء إيران كما حصل في سوريا وفي لبنان.
وأضاف لـ “يمن ديلي نيوز”: قراءة أخرى أن هذه الزيارة قد تحمل في طياتها رسائل عسكرية مباشرة من الجانب الأمريكي للإيرانيين من أجل تكثيف الضغط على الإيرانيين لتقديم تنازلات جوهريه فيما يخص البرنامج النووي الإيراني خصوصاً وان الإدارة الأمريكية أعلنت الرغبة في تفكيك المشروع الإيراني النووي.
وأردف: إذاً قد ربما تحمل هذه الزيارة رسائل مباشره للنظام في إيران أنه يجب أن يكون هناك تنازلات جوهرية أو أن التصعيد الأمريكي قادم ضد إيران.
وقال: علينا أن ندرك في هذا الإطار أن المملكة العربية السعودية لا ترغب في التصعيد العسكري في المنطقة لأنها تريد الاستثمار الاقتصادي في المنطقة، تريد أن ترى الأمن والاستقرار في المنطقة.
وواصل: السعودية لديها خطة 2030 ولهذا السعودية، وتريد في الوقت الراهن أن تلعب دوراً قوياً في الإقليم من خلال الوساطة كما تفعل بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً في الوقت الراهن هناك ثلاث دول إقليمية منخرطة في ما يخص الخلافات الأمريكية الإيرانية على وجه التحديد الإمارات وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، وإن كانت الإمارات هي من حملت رسالة أمريكية مباشرة إلى المرشد الأعلى في إيران.
خفض التصعيد
وحول تأثير الزيارة على الملف اليمني قال الباحث “دشيلة”: علينا أن ندرك أن المملكة العربية السعودية لا تريد التصعيد العسكري في اليمن وأعلنت موقفها من عملية حارس الازدهار الأمريكية وأنها تريد خفض التصعيد وأنها لا تريد أن تصعد عسكرياً.
وأضاف: منذ زيارة السفير السعودي إلى صنعاء، كانت الرسالة الواضحة لسلطات الدولة اليمنية الشرعية بأنه لا تصعيد عسكري من المملكة العربية السعودية باتجاه جماعة الحوثي، وأن الخيار المطروح على الطاولة هو إيجاد تسوية سياسية بين كافة الأطراف اليمنية، هذه هي السياسة السعودية في الوقت الراهن.
وأردف: الحديث عن تصعيد عسكري سعودي ضد جماعة الحوثي غير وراد على الأقل بناءً على المعطيات الحالية.
وتابع: السؤال الآن هو هل جماعة الحوثي ستلتقط الرسالة؟ في تصوري مثل هذه الجماعات دائماً لا تلتقط الرسالة ومصيرها يكون محتوم بسبب الإجرام ولا يستبعد أن يكون مصيرها مثل مصير بشار في سوريا.
واستبعد أن تكون هناك تأثيرات مباشرة لزيارة وزير الدفاع السعودي على المدى القريب، لكنه قال إن “علينا أن ندرك أن هناك عمليات عسكرية أمريكية ضد جماعة الحوثي لفكفكة مخازن الأسلحة وتدمير الترسانة العسكرية.
وأضاف: هذه العملية بكل تأكيد ستضعف الجماعة عسكرياً وبالتالي القبضة الحديدية أيضاً ستكون ضعيفة، مما يجعلها غير قادرة على أن تفرض شروطها مستقبلاً على أي تسوية سياسية لأن هذه الهجمات تؤثر على الجماعة ككيان عسكري على الأرض.
وبناء على نتائج العملية العسكرية الأمريكية لم يستبعد الباحث “دشيلة” أن تقبل جماعة الحوثي بمبادرة سياسية جديدة من قبل السعودية، ليست كخارطة الطريق السابقة “هذا إذا التقطت الرسالة كما ذكرتُ سابقاً لكن هل ستلتقط الرسالة وتقبل؟”
لتكون في المشهد
من ناحيته المحلل والخبير العسكري الدكتور “علي الذهب” يرى أن الزيارة تأتي في إطار محاولة القيادة السعودية بأن لاتكون بعيدة عن مشهد ما يجري في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة بخصوص مفاوضاتهما غير المباشرة التي رعتها عمان ثم انتقلت إلى روما.
وقال لـ”يمن ديلي نيوز”: أتوقع أن تكون النتائج المترتبة على الزيارة وقف الوقوع في دائرة العنف المسلح بين الولايات المتحدة وبين إيران، وبطبيعة الحال فإن الرسالة السعودية من الزيارة تقول إنها لن تكون طرفاً في هذه المعادلة وأنها تحيي بهذه الزيارة اتفاقيات سابقة وتوافقات على رأسها الاتفاق الذي رعته الصين في إبريل 2023 وهذا ما يخفف مخاوف إيران من أي انخراط للمملكة باعتبارها أقوى الحلفاء للولايات المتحدة.
وقال: الأمير خالد بن سلمان هو المسؤول عن الملف اليمني، واصطحب معه سفير السعودية لدى اليمن المسؤول عن الملف اليمني لدى القيادة السعودية، وهذا يقول إن الأزمة اليمنية حاضرة وأن السعودية التي تُحسب بوصفها طرفاً داعماً للحكومة اليمنية تقول لإيران التي هي الطرف الإقليمي أو الدولي الداعم للحوثيين بأن خروج الطرفين من الأزمة اليمنية هو الحل الأنسب للمنطقة، لاسيما أن السعودية خطت نحو هذا الهدف خطوات واضحة من بين ذلك الهدنة الإنسانية المعلنة وغير المعلنة منذ 2022، وزيارة السفير السعودي لصنعاء.
فقدان الثقة
وأضاف الدكتور الذهب في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” مستدركاً: لكن يبدو أنه هنالك حالة من عدم الثقة بين الجانبين وإن أبدى كل منهما موقفًا يقول إنه لن يتدخل، لكن في واقع الامر من الصعب تخيل ذلك، وأعتقد أن لدى السعودية الحق في أن لا تتخلى عن الحكومة اليمنية، لسبب أو لأكثر منها الجوار الإقليمي لليمن بالمملكة العربية السعودية وانعدام ذلك مع إيران.
الدكتور الذهب برغم استبعاده لتخلي السعودية عن الحكومة اليمنية، إلا أنهه توقع عدم انخراطها بشكل علني، لالتزامها باتفاق الهدنة، فضلاً عن أن هناك زيارات متبادلة وتفاهمات بطريقة غير مباشرة عبر الوسيط العماني.
وكان وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان قد أجرى زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية طهران نهاية الأسبوع الماضي، التقى خلالها المرشد الإيراني علي خامنئي كما التقى الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني، وعدداً من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية والسياسية الإيرانية.
وتعد هذه الزيارة هي أرفع زيارة سعودية لطهران منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بموجب اتفاق بكين الموقع في مارس 2023، وجاءت في توقيت حساس يشهد تصاعد التوترات الإقليمية وتداخل ملفات عدة أبرزها الملف النووي الإيراني، والوضع في اليمن، واستقرار أمن الملاحة في البحر الأحمر.
ورافق وزير الدفاع السعودي خلال زيارته، السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، في إشارة واضحة إلى أن الأزمة اليمنية حضرت ضمن ملفات البحث، إلى جانب جهود تثبيت اتفاقيات التهدئة وتعزيز مسار المصالحات الإقليمية الجارية برعاية دولية.
مرتبط
الوسوم
وزير الدفاع السعودي يصل طهران
إيران
علي خامنئي
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
في أول كشف من نوعه، أزاح رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط الستار عن معلومات حساسة تتعلق ببدايات الع
العميد عزيز: أرصفة النفط في رأس عيسى مشروع إيراني تم تشييده دون علم الدولة اليمنية
في تطور ميداني وسياسي وصف بأنه صفعة مدوية للولايات المتحدة، فاجأت العاصمة اليمنية صنعاء الجميع، مس
في مؤشر على تصاعد التوترات الإقليمية والدولية حول مستقبل شرق اليمن، وجّهت الولايات المتحدة تحذيرًا
بعد قصف ميناء رأس عيسى..الحوثيون يطالبون ببيان أممي يدين أمريكا ويوجهون رسالة تحذير إلى طارق صالح
في مشهد أشبه بأفلام المطاردات عالية الدقة، أفشلت غارة أمريكية مساء السبت محاولة فرار العميد علي الكب