إياكم أن تنساقوا وراء حملات الكذب والتدليس، الساعية لإيقاع العداوة بينكم، وإشغالكم بأنفسكم عن مواجهة خصومكم (الحوثيين وداعش والقاعدة، وبقايا قوى الاحتلال الشمالي الغاشم)، الذين استغلوا تباينات الرأي في حضـرموت، ليعمدوا إلى إشهار تكوين إرهابي جديد على أرض حضرموت؛ بهدف خلط الأوراق وزعزعة أمن واستقرار حضرموت والجنوب.

لقد كان المجلس الانتقالي الجنوبي سباقًا منذ وقت مبكر، إلى إعلان تأييده وتبنيه لمطالب حضـرموت وحق أهلها في إدارة شؤونها. إذ عبر عن ذلك في مضامين (إعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو 2017م)، الذي أكد إقرار وتأيّيد "مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع"، ثم شدد على ذلك كافة أبناء الجنوب في (الميثاق الوطني الجنوبي)، وجدد موقفه في اللقاء الموسع لقيادات هيئات المجلس بحضرموت في سبتمبر 2024م، ومصفوفة المطالب التي تمخضت عن عمل لجنة التواصل المنبثقة عنه.

إن الانتقالي لم ولن يقف إلا مناصرا لحقوق ومطالب أبناء حضرموت، وسيظل يسعى مع كافة الخيرين في حضرموت من أجل تعزيز وحدة وتلاحم أبناء حضرموت -عمق الجنوب ودرعه المتين- موقنين جميعا بأن مصيرنا واحد، ومسؤولياتنا مشتركة، وأن العدو يتربص بكم جميعا وأولى مداخله لضربكم هو تمزيق وحدة صفكم، إذ يدركون تماما أن قوتكم في تلاحمكم واصطفافكم وأنهم لن يستطيعون النيل منكم إلا بزرع الفتنة بينكم، كما تدركون أنتم بأن هلاككم وذلكم سيكون في تشرذمكم وانقساماتكم.

إن ما شهدناه يوم أمس بإعلان تكوين سياسي ذو جذور إرهابية، وظهور عدة قوى سياسية معادية وتنظيمات إرهابية في حضـرموت، تسعى لاستغلال تباينات الرأي، لركوب الموجة وزعزعة أمن واستقرار حضرموت والجنوب، تحتم على كافة أبناء حضرموت خاصة والجنوب عامة -بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية- العمل لتعزيز الاصطفاف الوطني، وتحصين ساحة حضرموت والجنوب، والتصدي بحزم لكل المهددات والمخاطر المحدقة بشعبنا وأرضنا.

إن كافة قوى شعب الجنوب، رهن إشارة أهلنا في حضـرموت، لن يسمح شعبنا أبدًا لأي قوى معادية بأن تتخذ من أي بقعة على أرض الجنوب محطة لتهديد السلم الاجتماعي، أو لتهديد أمن ومصالح دول الجوار والعالم.