تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
“خيرية”.. لاجئة أثيوبية لاحقتها الصراعات الاثنية إلى مخيمها في عدن
83 قراءة  |

قصة صحفية أعدها لـ”يمن ديلي نيوز” لؤي العزعزي:

في زاوية مكتظة بمنطقة “البساتين” في عدن، حيث تُلامس أسطح الزنك حرارة الشمس الحارقة، تعيش خيرية الأرومية مع عشرات اللاجئين الإثيوبيين تحت سقف إهمال المنظمات الدولية المعنية باللاجئين.

اتصال هاتفي منها كشف حجم المعاناة الإنسانية، حيث تتداخل الصراعات الإثنية والدينية لبلادها مع واقع مرير في المدينة اليمنية التي يفترض أن تكون ملاذاً آمناً من صراعات بلدها التي تلاحقها.

من أثيوبيا إلى عدن

لم تكن خيرية، المرأة الأرومية المسلمة، تتخيل أن تلاحقها نيران الصراع بين قوميتها المسلمة وقومية “التجراي” (المسيحية غالبًا) حتى إلى مخيم اللجوء في عدن.

فقبل أشهر، شهدت منطقة الهاشمي بالشيخ عثمان اشتباكات عنيفة بالأسلحة البيضاء بين لاجئين من الأرومو ولاجئين من التجراي سقط فيها قتلى وجرحى دون أن يلتفت أحد لهذه المجزرة حد وصفها.

تشير خيرية في حديثها لـ”يمن ديلي نيوز” إلى أن ماوصفتها بالمجزرة راح ضحيتها كثير بين قتلى وجرحى لكن العالم غض الطرف عنها كما لو كانت “لحِيواناتٍ مسعورة يجب التخلص منها”، بحسب حديثها.

تشير “خيرية” إلى ما معناه بأن القانون الدولي يتعامى عن معاناتهم ويتم دفنه تحت رمال التعصب بينما تتحول المخيمات إلى ساحات انتقام مفتوحة.

وجهة لا ترحم

رغم قرب مخيم “البساتين” من مقر منظمة الأمم المتحدة، إلا أن سكانه يعيشون في دائرة الجحيم: أطفالٌ يتضوّرون جوعاً، عائلات تفترش الرصيف، وأجساد منهكة تحت صفيح الزنك الذي يحوّل المساكن إلى أفران بلا كهرباء أو ماء.

تقول خيرية، بلهجة مكسره بين دموعها: “أرسلت طفلتي الرضيعة مع لاجئة أخرى أثناء عودتها إلى أثيوبيا، لأننا هنا قد نموت جوعًا أو حراً.. بلادي فيها حرب، لكن عدن أسوأ!”.

كسر قيود اليأس

وسط هذا الكابوس، تملك خيرية إرادة لا تُقهَر. أنشأت مشروعاً صغيراً لبيع القهوة الإثيوبية والأعشاب، مستعينة ببعض النساء لتدبير لقمة العيش.

لكن قوتها تواجه تحديات أكبر: أبٌ تخلّى عن ابنته، وصديقةٌ وصفَتها بالـ”هبلة” لثقتها بمن خانها. تقول بمرارة: “هنا الجوع يأكل الجميع… حتى الأوطان قد تهرب!”.

التعصب أعمى

وعلى رفوف محل خيرية الصغير، توجد صور لأصدقاء من “التجراي” و”العفر” و”الصومال”، تذكرهم بضحكاتهم قبل أن تشتعل النزاعات. تؤكد: “القلة الفاسدة هي من تشوه سمعة الشعوب… التعصب يمحو إنسانيتنا”. هذه الرسالة تتناقض مع الواقع في جيبوتي المجاورة، حيث يُستقبل اليمنيون كأهل، بينما يُعامَل الإثيوبيون في عدن كغرباء حد قولها.

تجاهل دولي

خيرية ليست الوحيدة بل نموذج لمآس أخرى. خيرية ليست مجرد أرقام في تقارير إنسانية، بل نداء استغاثة لعالم يغرق في صراعاته.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كم من “خيرية” أخرى يجب أن تدفع ثمن صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل؟ ولماذا لا تتحرك المنظمات الدولية؟

اللاجئون في “البساتين” يشيرون إلى بوابات الأمم المتحدة المُغلقة، بينما تقبع تقارير الانتهاكات في الأدراج.

حتى الصحفيون الذين حاولوا رصد المأساة، يواجهون صعوبات في إكمال تحقيقاتهم بسبب تعقيدات الوضع الأمني.

مرتبط

الوسوم

اللاجئين الأثيوبيين

اليمن

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
المشهد اليمني | 747 قراءة 

كشف مسؤول حكومي حقيقة الأنباء المتداولة حول استقالة رئيس الوزراء في الحكومة الشرعية سالم بن بريك،


العاصفة نيوز | 641 قراءة 

في سابقة تعكس تحولًا لافتاً في الموقف الخليجي تجاه الحكومة اليمنية ، نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودي


عناوين بوست | 588 قراءة 

في تحوّل لافت يُعيد رسم خريطة التهديدات الإقليمية، خرج وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أسفنديار، بتصر


المشهد اليمني | 529 قراءة 

أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني في عدن وصنعاء، اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025: أسعار


حشد نت | 416 قراءة 

الأرصاد تحذر من سيول وانهيارات صخرية خلال الـ72 ساعة القادمة


حشد نت | 381 قراءة 

حملة حوثية لإزالة الكاميرات تواكبها موجة تهجير للسكان جنوبي الحديدة


نافذة اليمن | 370 قراءة 

كشفت مصدر حكومي عن تغييرات اجراها رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك على كشف الاعاشة المخصص لكبار م


يني يمن | 342 قراءة 

نفى مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية، اليوم الثلاثاء، صحة الأنباء التي تحدثت عن استقالة رئيس الوزراء سا


صوت العاصمة | 341 قراءة 

أطلق الخبير الفلكي والمهتم بشؤون الطقس جميل الحاج، تنبيهًا عاجلًا يحذر فيه المواطنين من حالة جوية خط


حشد نت | 317 قراءة 

الأمم المتحدة: قيود الحوثيين تدفع اليمن إلى حافة مجاعة غير مسبوقة