تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
" مأرب وضجيج أصبع محروس"
95 قراءة  |

رشاد عبدالله 

من الأفلام العبقرية التي أنتجتها السينما المصرية، فيلم: اصباع الواد محروس ابتاع الوزير، يلهمك هذا الفيلم نباهة للتمييز بين نوعين من المجد، وسبيلين في النضال الوطني: 

الأول، يبدأ بالأنا وينتهي عندها، يرى في الوطن خلفية لصورة شخصية، يضع النضال الوطني بكل ما فيه من تضحيات ودماء ومقابر ونجاحات واخفاقات وحاضر ومستقبل كتفصيل صغير في سيرته الذاتية، لا لشيء، سوى لأنه تعرض لحادث عرضي في طريق غير آمن، هو من اختار أن يدخله. 

الأول يحول الرصاص الطائش الذي لم يعرف من هو، إلى محاولة اغتيال الوطن، وما من سبيل لاستئناف عملية التحرير سوى بمنحه منصب العضو التاسع في مجلس القيادة الرئاسي، ربما، وما دون ذلك، يعني عدم جدية الجميع في تحرير البلاد. 

والثاني يبتدئ من الوطن، وينتهي به، يذيب صورته واهتماماته واستحقاقاته وطموحاته في الشأن العام، وفي سبيل أن تبقى القضية الوطنية واضحة، نقية، غير مشوهة. 

الأول يستعير الوطن ليتصنع مجدا زائفا وحضورا مركبا من ادعاء مؤامرة ومظلومية في حادث عرضي. 

والثاني منشغلا بالحضور الكامل في قلب مشهد التضحية والفداء كبطل متحقق، بعيدا عن الإعلام ونزعة اصباع الواد محروس ابتاع الوزير. 

الأول حكاية ملفقة تختزل الوطنية فيها وتطالب الجميع بالطواف حولها، والثاني بطولة سمعنا به بعد أن منحنا أنفاسه في الجبهة، دفاعا عنا ومن أجلنا جميعا. 

بالأمس دخلت مواقع التواصل الاجتماعي فصادفت منشورين متجاورين كمفارقة: 

الأول، لشخص يعتبر غياب دهشتنا واهتمامنا بالحادث الذي تعرض له قبل أشهر في مأرب، خيانة وطنية. 

والثاني، نعي في استشهاد البطل عبدالله الحنق في احدى جبهات مأرب.  

بدا الأمر كلحظة كاشفة للشرخ العميق بين الفعل الحقيقي وصورته المصطنعة، للعثرة التي أعاقت مسار التحرير. 

آلية "التعويض المفرط" التي يلجأ إليها من لا أثر حقيقي له لتحقيق اقتصاد الرمزية المصطنعة والحضور والمكانة الغير مستحقة، قد لا تعنينا، لكن ليس عندما تتفشى كظاهرة سياسية تحول النضال إلى تزييف بدلا من أن يبقى فعلا يتجاوز الحاجة إلى إثبات، والتزام عقلاني متحرر من غرائز المجد الشخصي الزائف. 

الخطر هنا لا يتوقف على من يمارس هذا التمثيل، بل على سلوك المجتمع في التقييم المبني على الضجيج لا على الفعل. 

هذا خلل ينبغي التصدي له بثقافة وطنية تحتفي بالبطولة الحقيقية وتتجاوز الانشغال باصباع الواد محروس، ثقافة تفرق بين النضال الحقيقي والادعاء الذي يقدم نفسه كمصدر لشرعية نضال الآخرين.

إحياء حساسية الناس تجاه هذه التمثيل الانتهازي أمر مهم لسلامة النظام الرمزي الذي تبنى عليه شرعية الفعل السياسي، فالمجتمعات التي تسمح بتزوير الرمزيات، تقوض إمكانياتها في اجتراح مسارات تحرر حقيقية.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
الحدث اليوم | 1734 قراءة 

قرار سعودي مفاجئ يصعق الانتقالي في عدن


المرصد برس | 1096 قراءة 

قبل يوم واحد من انعقاد القمة العربية – الإسلامية الطارئة في الدوحة، وجّهت الولايات المتحدة ضربة سياس


العاصفة نيوز | 939 قراءة 

أفادت مصادر حكومية أن السعودية رفضت، الاثنين، تقديم وديعة مالية جديدة للحكومة كانت تقدر بمليار دولار


الحدث اليوم | 735 قراءة 

وزارة الخارجية بصنعاء تشارك بالقمة العربية الإسلامية اليوم في العاصمة القطرية الدوحة


المشهد اليمني | 663 قراءة 

اختتمت، الاثنين، في العاصمة القطرية الدوحة، أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة (غير العادية)،


التغيير برس | 659 قراءة 

كشف الفلكي اليمني عدنان الشوافي - الخبير الدولي في الفيزياء الفلكية عن موعد


الحدث اليوم | 566 قراءة 

ورد الآن.. اجتياح واسع يستهدف سواحل اليمن وهذا ما سيحدث خلال الساعات المقبلة


المشهد اليمني | 561 قراءة 

ثار الجدل واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، عقب القرارات التي أصدرها عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئي


المرصد برس | 511 قراءة 

عندما تعرضت إيران لهجوم إسرائيلي، وتمكنت في الساعات الأولى من الهجوم من قتل العلماء وكبار القادة الع


المشهد اليمني | 440 قراءة 

في مشهد اختزلته الكلمات وأشعلته الرمزية، ألقى الرئيس السوري أحمد الشرع واحدة من أقصر الكلمات في ت