تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
مسرحية إيرانية جديدة عنوانها "إخفاء الميليشيات"!
273 قراءة  |

فاروق يوسف

إلى وقت قريب كان شعار “وحدة الساحات” هو اللازمة التي يرددها زعماء الميليشيات في العراق في محاولة منهم لتأكيد ولائهم المطلق للإستراتيجية الإيرانية في المنطقة القائمة على تصعيد روح المقاومة ضد إسرائيل دعما لحركة حماس التي لا تخفي تبعيتها للسياسة الإيرانية التي تبين فيما بعد أنها تقوم على مبدأ التضحية بالأتباع في حرب، هي مسؤولة عنها غير أنها في الوقت نفسه ليست طرفا فيها.

ذلك ما انتهى به الحال في غزة وفي لبنان بعد أن تمكنت إسرائيل من قتل وتصفية زعماء وقادة عسكريين وسياسيين في حزب الله وحركة حماس من غير أن تفعل إيران سوى ما كان يصدر عنها من إنكار لعلاقتها بما كان يحدث.

لقد صار واضحا بعدما جرى في غزة ولبنان أن إيران مستعدة للتخلي عن أتباعها الذين هم وكلاؤها في حربها المفتوحة ضد العالم إذا ما شعرت أن النار صارت قريبة منها وقد تشب فيها في أيّ لحظة.

وإذا كانت قد فعلت ذلك في زمن الديمقراطي جون بايدن فكيف بها اليوم والرجل الذي يحكم في البيت الأبيض سبق له أن فرض عليها عقوبات مشددة بعد أن انسحب من الاتفاق النووي وهو اليوم يتوعّدها بالشر إذا ما ركبها العناد وأصرت على عدم الإنصات لنصيحته في القبول بمفاوضات ينتج عنها نمط جديد من العلاقات في المنطقة لا تتسيد فيه إيران على دول أخرى.

من حق إيران أن تخاف من ضربة إسرائيلية أميركية خاطفة تفقدها أعز ما تملك وهو مشروعها النووي. غير أنها خائفة أكثر بسبب شعورها بأن حربا تُشنّ عليها ولن يقف معها أحد قد تؤدي إلى انهيار نظامها السياسي.

ذلك ما لا يمكن القبول به ثمنا لأكثر الأشياء قداسة. فلو خُيّرت إيران ما بين مذهبها الديني الذي يُقال إنها خطه الدفاعي الأول وبين نظامها السياسي لاختارت نظامها وتخلت عن مذهبها. وليس صوابا القول إن إيران دولة مبادئ.

الصحيح أنها دولة مصالح سياسية. لذلك فإنها مستعدة للتخلي عن كل شيء مقابل الحفاظ على نظامها السياسي الذي هو عنوان انتصار إمامها الخميني ليس على الشاه وحده، بل وأيضا على المذهب الشيعي الذي لا يحبذ قيام دولة شيعية في ظل استمرار غياب الإمام الحجة.

كانت إيران الولي الفقيه دائما حبيسة خرافتها. وظفت كل شيء من أجل أن تظل تلك الخرافة قائمة. والخرافة الإيرانية هي مزيج من الغرور والتعالي الفارسيين الممزوجين بكراهية تاريخية للعرب إضافة إلى مرويات ملفقة بطريقة مضحكة كما لو أنها جزء من حكاية موجهة للأطفال.

ولسوء الحظ وبسبب تهاون النظام السياسي العربي وتهافته نجحت إيران في اختراق عقول أبناء بيئات عربية معينة بخرافتها، خرافة مجدها التليد وقوتها في الزمن الحالي.

كل الذين غيبهم الموت في حربي لبنان وغزة كانوا مبهورين بالصنيع الخرافي الإيراني. كانت إيران التي حفرت قبورهم بيدها بالنسبة إليهم هي الأمل والمستقبل.

خذلت إيران أنصارها، بل خدمها في غزة ولبنان وستخذلهم قريبا في اليمن. غير أن ذلك لم يكن السبب الذي دفع زعماء الميليشيات العراقية التابعة للحرس الثوري الإيراني إلى الإعلان عن قرب تفكيك وحل الميليشيات التي يقودونها عن طريق نزع سلاحها وإذابة أفرادها في الجيش العراقي.

يمكن قراءة الموضوع على أنه جزء من مسرحية طرفاها الحرس الثوري الإيراني من جهة ومن جهة أخرى الحكومة العراقية.

ففي الوقت الذي أمر فيه الحرس الثوري تلك الميليشيات بالكف عن رفع شعارات الجهاد نجحت الحكومة العراقية في إقناع زعمائها بضم أفرادها إلى الجيش العراقي من غير أيّ نوع من الممانعة وهو ما لم يحدث من قبل. فالميليشيات وحسب تصريحات سابقة لزعمائها تقف مع إيران في كل الأحوال حتى لو شنت حربا على العراق.

إيران خائفة بعد أن استلمت قيادتها رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الواضحة في تبنيها خياري الحرب والسلم بالدرجة نفسها. ولأنها صارت على بينة من أن كل شيء من حولها قد يتدهور فتفلت الأمور من يدها بشكل نهائي قررت وبشكل عاجل أن تضع الحكومة العراقية في خدمة مخطط دهائها الذي يتطلب إخفاء الميليشيات التابعة لها.

ذلك هو واجب الحكومة العراقية التي ستكون حريصة على القيام بدورها حسب السيناريو المرسوم لها من قبل إيران. لا ميليشيات في العراق. تلك سخرية واضحة واستخفاف علني بعقل العالم. ولكن لنرى ما الذي ستقوله الولايات المتحدة؟

صحيفة العرب اللندنية 

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
كريتر سكاي | 519 قراءة 

أفادت مصادر إعلامية بأن محافظة مأرب قد تواجه خلال الفترة المقبلة ضغوطاً دول


المرصد برس | 511 قراءة 

يزخر المجتمع السعودي بالكثير من القصص التي تجمع بين الغرابة والدهشة، لكن هذه القصة التي وقعت في العا


يني يمن | 415 قراءة 

سجلت أسعار الصرف في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة حضرموت، صباح اليوم الاثنين 18 أغسطس 2025، استقراراً


العاصفة نيوز | 398 قراءة 

بقلم/ نورا المطيري لو أتيح لي العمل في مركز أبحاث استراتيجي أمريكي وطلب مني تقديم تقرير للرئيس دونال


عدن حرة | 391 قراءة 

أوصلوا هذه الرسالة إلى سيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وإلى النائب القائد أبو زرعة – للأهمية الق


يافع نيوز | 362 قراءة 

يافع نيوز/خاص: أصدر رئيس مجلس الوزراء، رئيس المجلس الأعلى للجامعات، سالم صالح بن بريك، القرار رقم (


نيوز لاين | 358 قراءة 

إجراءات جديدة بشأن حضور العريس في صالة النساء أثناء مراسم الزفاف


الحكمة نت | 308 قراءة 

الشركة اليمنية للغاز تصدر قائمة جديدة لسعر اسطوانة الغاز المنزلي


عدن تايم | 296 قراءة 

إن فتح بعض الطرقات، وانخفاض قيمة العملات الأجنبية، وارتفاع قيمة الريال اليمني حتى يتساوى مع قيمته في


يني يمن | 281 قراءة 

كشفت الأمطار الأخيرة في العاصمة صنعاء عن مستوى غير مسبوق من القذارة في شوارع المدينة، وبالأخص في ميد