(بحّاح) كان يجلس آخر ما لقيته عندما كنت ألقاه، ينتظر حلاق “الزعفران” ليقص شعره، يدخن ويستلهم أجواء الزعفران… كعادتي النزقة أحيانًا نطقت:
سقط الحصان مضرجًا بقصيدتي… وأنا سقطت مضرجًا بدم الحصان.!!
نفخ دخان سيجارته وقال بحكمة: الشعر بحر ليس له قرار.
ناصر محفوظ بحّاح، الأديب، الشاعر، الإعلامي، المذيع الشهير، الذي عاصر أحداثًا ولم تمكنها من عصره.. هو وجهاد لطفي ناجيان من مذبحة الإعلاميين التي تلت أحداث 13 يناير المؤسفة.
حكى لي منذ زمن، ونحن نتعشى في مطعم “العامر”، حكاية كأنها في ذهني من أساطير الخيال العلمي، يوم أخذته عنوة فرقة دورية عسكرية مدججة بالسلاح أواخر أحداث يناير إلى مطرح نحو البريقة، حيث تقع أنتِنات أو إيرلات وأعمدة البث الإذاعي، وأدخلوه غرفة مجهزة بميكروفونات الإذاعة.. وبدون كلام قالوا: “انتظر لتقرأ بيانًا هامًا من هنا”، ولم يدرِ ما يقول أو يفعل.. وبعد وقت، أفرجوا عنه بلا بيان ولا قراءة.!!
هذه الحكاية جديرة بأن يرويها صاحبها بتفاصيلها، فهو أقدر مني وأعلم مني.. وهو كما نقول نحن العدنيين: “صاحب العنية”.
ناصر بحّاح كان من صُلب صداقات عمري، في كل ما يمرّ بالمرء من تجارب وتقلبات، نشترك في أشياء كثيرة معًا، وأزعم أنه يفهمني كما أنا أفهمه، وربما أكثر.. نحن كما يُقال من “بتوع الليل وآخره”.!!
نحب “السانت بولي جيرل” و”موكامبو” و”بانوراما الروك هوتيل” لدرجة اشتراك شبه شهري.. وفي عملي، أشهد للرفيق ناصر بأنه كان خير عون لي عندما كنت رئيسًا لاتحاد الأدباء في عدن، بل لعله كان أجدر مني بالرئاسة.!!
وفي عمله الثقافي البديع، ككل أعماله، كان خير من قدّم روايتي “السمّار الثلاثة” في قالب تداخله الدراما مع الحوار، وأشياء كثيرة كان لي نصيب مشاركتها، ليس هنا مجال ذكرها..
وأصدر ناصر بحّاح كما علمت ديوان شعر، لم يسعدني الحظ بالاطلاع عليه أو الحصول على نسخة منه، ولا أعرف سر تقاطع تلاقينا أنا وهو، وقد كنا نلتقي يوميًا، كل يوم وبلا انقطاع، أمرّ لبيته لأخذه بسيارتي، أو يمرّ بي لنخرج.. وحتى انقطاع المراسلة، ضاق بها الكون على اتساع رحابته… وأيضًا لا أدري سبب ذلك.!!
ناصر بحّاح من أفصح الناطقين باللغة العربية، وأعلمهم بقواعدها، وأدراهم بفك شفراتها.. وبين أصوات المذيعين، ما شاء الله عليه من الحسد، هو من أقوى طبقات وتلاوين الأصوات التي ترقى بلا جدال إلى أرقى المراتب.
وفي عهدنا الأخير، كان، وكنت مثله، نشكو من استفراد الأمراض، المشكلة من كل صنف، لتعصف بنا… ولعلي أجرؤ على القول بأنها عين أصابتنا… أو هي عدن التي أعيتنا… أم نحن أمرضناها بأدوائنا… وأعييناها؟؟
أحلم… ولعلك مثلي تحلم، فنحن البسطاء بسيطة أحلامنا كبساطتنا، أن نخرج مع أصحابنا وشلة “البانوراما الروك هوتيل”، ونأخذ معنا “سبارنا” إلى الغدير أو أبو الوادي أو كود النمر أو وات إيفر، حيثما تأخذنا خطانا في عالمنا الكئيب… وما دمنا نحلم، فليس على الأحلام جمارك، لأنها معفاة من الجمرك، تمامًا مثلما كان مطار عدن أيام ما كان مطارًا دوليًا.
يا ناصر، أنا أحرص الناس على الصداقة… والحرص على صديق واحد قديم، ربما أفضل من كسب مئة جديد… وصدقني، والله، إني حريص على صداقتنا بقدر حرصي على الكلمات والمعاني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
في الذكرى السابعة لانطلاق عمليات حراس الجمهورية.. طارق صالح: جاهزية عالية للمعركة الفاصلة
شنت الطيران الأمريكي، قبل قليل اليوم الجمعة، 18 نيسان، 2025، عدة غارات على العاصمة صنعاء. وقال سكا
قيادي بارز بالشرعية يفجر مفاجأة من العيار الثقيل ويكشف عن تواصل عدد كبير من قيادات الحوثيين معه
توفي نائب رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق علي سالم البيض، اليوم الجمعة، في مستشفى زايد بالعاصمة الإ
أنهت الولايات المتحدة الأمريكية أسبوعها الرابع من الغارات المتواصلة ضد مواقع ومخابئ وتحصينات جماعة
كشف (عمرو علي سالم البيض) عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، نجل الرئيس الجنوبي علي سالم البيض
أصدر رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي اليوم قرار إنشاء مستشفى ٢٤ أبريل تابع للمنطقة العسكرية
عسكرة الموانئ.. صور أقمار صناعية تكشف تحويل الحوثيين ميناء رأس عيسى إلى مربض للدبابات
الجماعة هندست شبكتها منذ 2014 بإشراف من إيران.. ويتولى مسؤوليتها محمد حسين بدر الدين الحوثي