كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن تكبد ميليشيا الحوثي خسائر فادحة وغير مسبوقة في صفوف قياداتها الميدانية، وذلك جراء الغارات الأمريكية المتواصلة التي تستهدف مواقعها في مختلف أنحاء اليمن.

وأكدت المصادر أن تقييمًا سريًا أجرته الجماعة لحجم الخسائر الناجمة عن الضربات الأمريكية الأخيرة أظهر أن الأثر الأكبر تمثل في مقتل وإصابة عدد كبير من القيادات الميدانية البارزة، بما في ذلك عناصر عقائدية ذات أهمية خاصة للجماعة بحسب المشهد اليمني.

وأوضحت المصادر أن هذه الخسائر أجبرت قيادة الحوثيين على اتخاذ إجراءات عاجلة لسد النقص الحاد في الكوادر القيادية الميدانية.

وشملت هذه الإجراءات سحب قيادات ميدانية متمرسة من جبهات قتالية أخرى، وإعادة توجيهها بشكل مكثف نحو جبهة الحديدة التي شهدت تصاعدًا في حدة الاستهدافات الأمريكية.

ويهدف هذا التحرك إلى تعويض القيادات التي لقيت مصرعها في الغارات التي استهدفت أيضًا مواقع في محافظات صعدة والجوف.

وفي سياق متصل، أقرت جماعة الحوثي، مساء السبت، بشكل رسمي بمقتل وإصابة العشرات من عناصرها في قصف أمريكي استهدف تجمعًا في محافظة الحديدة الأسبوع الماضي.

ويأتي هذا الإقرار الجزئي بعد أيام من التكتم الشديد على حجم الخسائر الحقيقية التي منيت بها الجماعة.

إلى ذلك، نفت جماعة الحوثي بشدة ما صرح به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصة "تروث سوشيال"، والذي زعم فيه أن الهجوم الأمريكي استهدف "اجتماعًا لقيادات عسكرية حوثية في الحديدة، بينما كانت تخطط لتنفيذ عمليات بحرية عدائية عبر المنطقة".

ورغم النفي الحوثي، فإن تأكيد المصادر المطلعة وحالة الاستنفار والتغييرات في التوزيع الميداني لقوات الجماعة تشير بوضوح إلى أن الضربات الأمريكية قد ألحقت ضررًا كبيرًا بقدرات الحوثيين العملياتية وقيادتهم الميدانية.