أكدت إميلي ميليكين، المحللة في المجلس الأطلسي والمتخصصة في شؤون اليمن وليبيا والخليج العربي، أن القضاء على ميليشيات الحوثي فعليًا سيظل مرهونًا بإعطاء الإدارة الأمريكية الأولوية لتعزيز الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، عسكريًا واقتصاديًا، كبديل حكومي موثوق ومستدام.
وأشارت ميليكين إلى أن الاعتماد على القوة العسكرية وحدها لا يكفي لتحقيق هذا الهدف، بل ينبغي تبني استراتيجية شاملة تركز على دعم المجلس الرئاسي للقيادة لاستعادة شرعيته، وتقديم نموذج حكم فعال يُقنع اليمنيين بجدواه.
الضربات الجوية الأمريكية ليست حلاً جذريًا
في تحليلها الذي ترجمه موقع “تهامة 24″، أوضحت ميليكين أن الضربات الجوية الأمريكية، رغم إلحاقها أضرارًا مؤقتة بالحوثيين، لا تمثل حلاً دائمًا. ولفتت إلى أن الأشهر الأولى من الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب شهدت تصعيدًا في العمليات العسكرية، ردًا على استهداف الحوثيين للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وقد أسفرت هذه الحملة عن مقتل 57 شخصًا على الأقل، بينهم مقاتلون ومدنيون، بالإضافة إلى تدمير مخازن أسلحة وطائرات مسيّرة ومنشآت صواريخ. إلا أن قدرة الحوثيين على التكيّف والصمود تظل عائقًا كبيرًا أمام القضاء عليهم نهائيًا.
الحوثيون: مرونة استراتيجية وهيكلية متماسكة
بحسب المحللة، تتمتع المليشيات الحوثية بمرونة استراتيجية ونفوذ متجذر في اليمن، مما يجعلها قادرة على تحدي التوقعات بزوالها، حتى بعد الضربات التي طالت قوى مدعومة من إيران في المنطقة.
ومنذ سيطرتهم على صنعاء عام 2014، تمكن الحوثيون من تعزيز قدراتهم العسكرية بفضل دعم خارجي متزايد، كما وسّعوا تهديداتهم لتشمل طرق التجارة البحرية.
وترى ميليكين أن النجاح الحوثي يرتبط جزئيًا بالهيكلية الأسرية للمليشيا، والمتمحورة حول زعيمها عبد الملك الحوثي، الذي يمثل ركيزة أساسية منذ توليه القيادة عام 2004. غير أن استهدافه لا يزال تحديًا معقدًا نتيجة ندرة المعلومات الاستخباراتية الموثوقة.
نحو استراتيجية أمريكية متعددة الأبعاد
لتحقيق الهدف الأمريكي المُعلن بالقضاء على الحوثيين، دعت ميليكين إلى نهج متعدد الأبعاد يتجاوز العمليات العسكرية، مشيرة إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرًا على شخصيات داعمة للمليشيا، مثل شقيقين أفغانيين يقيمان في روسيا، تورّطا في نقل حبوب أوكرانية مسروقة إلى اليمن.
وتضيف: “مع ذلك، تحتاج الاستراتيجية الأمريكية إلى تعزيز الجهود الاستخباراتية، وتكثيف الدوريات البحرية لقطع الإمدادات، فضلًا عن الضغط الدبلوماسي على دول مثل روسيا والصين، لوقف دعمها المحتمل للحوثيين، عبر حوافز اقتصادية أو التهديد بعقوبات إضافية”.
ثغرات في الاستراتيجية الأمريكية
كما كشفت المحللة عن ثغرات في الاستراتيجية الأمريكية، أبرزها ضعف المعلومات الاستخباراتية، مما يُعيق تعقب قادة الحوثيين. وأشارت إلى أن الغارات الجوية تُستغل دعائيًا من قبل الحوثيين، ما يزيد من تعاطف السكان المحليين بسبب الأضرار المدنية.
وشددت على أن قطع إمدادات الأسلحة من إيران يتطلب تعاونًا إقليميًا أكبر، بالإضافة إلى تجهيز خفر السواحل اليمني بتقنيات حديثة لمراقبة التهريب البحري، لا سيما مع تطور أساليب طهران في إخفاء الشحنات.
خاتمة
في الختام، أكدت ميليكين أن نجاح إدارة ترامب في مواجهة الحوثيين يعتمد بالدرجة الأولى على قدرتها على تقديم دعم حقيقي للحكومة اليمنية الشرعية، من خلال تعزيز قدراتها العسكرية وتحسين إدارتها الاقتصادية، بما يجعلها خيارًا مقنعًا أمام الشعب اليمني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
في تطور لافت ينذر بانفجار جديد في المشهد اليمني، كشفت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية عن استعدادات
كشف النقاب اليوم السبت عن القيادات الحوثية العسكرية والميدانية التي استهدفتها ضربات للطيران الأمريكي
في دعوة، اعتبرها مراقبون، النداء الأخير قبل معركة الخلاص المرتقبة، دعا نائب رئيس مجلس القيادة الر
في تحول استراتيجي لافت ضمن مسار تصعيدها العسكري في اليمن، نفّذت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا سل
ليست عندي ذرة شك بأن الشعب اليمني العظيم في شماله وجنوبه هو أتعس شعوب العالم وأقلهم سعادة على وجه
في واحدة من أعنف الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مليشيا الحوثي منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة
عاجل: بعد ساعات من اعلان وزير الدفاع عن قرب ساعة الصفر...اندلاع معارك عنيفة بين الحوثيين والشرعية في