تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
القرارات الرخوة والدعوة إلى كسر الإضراب
42 قراءة  |

سمانيوز/ د. عبدالجبار رشاد

عندما يكون العمل التعليمي والأكاديمي في بيئة رخوة، تكون القرارات المصيرية المتخذة من قبل الهيئات والأطر المسئولة عن هذا العمل أكثر رخاوة وانعكاس للبيئة التي اتخذت فيها، وعليه نعتقد إن قرار مجلس جامعة عدن بشأن إحالة إتخاذ قرار كسر الإضراب إلى عمداء الكليات حسب المزاج سوف يكون سبباً في ارتخاء بل وتمزق النسيج الأكاديمي وإضعاف العلاقات بين الزملاء من الأكاديميين أنفسهم وبينهم وبين الطلاب، حيث سينقسمون بين مؤيد ومعارض لمثل هذه القرارات الرخوة، وهذا ما لا نريد الوصول إليه كنتيجة للتباين حول استمرار الإضراب أو كسره واختلاف وجهات النظر حول الإضراب في الوسط الأكاديمي. إن إتخاذ قرار إستمرار الإضراب يجب أن يكون جماعياً وأن يلتزم به في المقدمة جميع العمداء في جميع كليات الجامعات الجنوبية.

إن كسر الإضراب الذي يدعو إليه بعض العمداء إن لم نقل جميعهم ودعوتهم إلى إستئناف التدريس في كلياتهم وعرقلة جهود النقابة في الضغط على الحكومة للمطالبة بالحقوق المشروعة ليس من مهام العمداء، بل من مهام نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعات التي يعتبر العمداء أعضاء فيها، كما لا يحق لأي جهات أخرى إتخاذ قرارات في هذا الشأن تلغي قرارات النقابة، وبالتالي يجب على العمداء الإلتزام بقرارات النقابة التي ينتمون إليها، وإلا ما فائدة وجود نقابة مهنية تمثل أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم وتدافع عن حقوقهم المشروعة وتطالب بها إذا كان العمداء أو غيرهم من الأكاديميين لايلتزمون بقراراتها بل ويخذلون زملاءهم ويقفون سدا منيعاً لعرقلة مطالبهم المشروعة من الحكومة التي هي بالأساس مطالبهم.

أما بالنسبة للقول “فكروا بالطلاب”، فهذا قول فيه إجحاف في حق الأكاديميين وتقليل من شأنهم ومكانتهم الأكاديمية والعلمية وتدل على عدم احترام لعقولهم عندما يوصفون بعدم التفكير في طلابهم ومستقبلهم. حقيقة ان مثل هذا الكلام لا معنى له البته في البيئة الأكاديمية السوية، وبالتالي لا بد من التأكيد لجميع من يبررون كسر الإضراب بالتفكير في الطلاب، بل وللمجتمع بأكمله أن يعلموا تماماً أن لا أحد بإمكانه التفكير في مستقبل الطلاب وفي إيجاد الحلول والمعالجات لأية أضرار قد تصيبهم في مسيرتهم التعليمية إلا اساتذتهم لأن مهنة التدريس هي إنسانية وتربوية بالأساس وتحتاج إلى ضمير حي ومسئول للقيام بها وهذه لايدركها إلا الأستاذ نفسه. فإذا سألنا أنفسنا: من هم هؤلاء الطلاب الذين يتوجب التفكير فيهم وفي مستقبلهم؟؟، فإن الإجابة عن هذا السؤال سوف تؤكد بأن هؤلاء الطلاب هم بالأساس أبناءنا وأبناء إخوتنا وأهلنا وجيراننا واصدقاءنا وحاراتنا ومدننا وقرانا في جميع محافظات جنوبنا الحبيب، واساتذتهم هم الاحرص عليهم وعلى مستقبلهم، وبالتالي لا تطلبوا من الأكاديميين التفكير في الطلاب فهم أحرص منكم عليهم!!!. وكونهم قرروا تنفيذ الإضراب للمطالبة بحقوقهم المشروعة فهذا لا يعني تخليهم عن مسئولياتهم تجاه طلابهم.

وبالنظر إلى الضرر الذي سيتعرض له الطالب بسبب الإضراب ومقارنته بالضرر الذي أصاب الأستاذ خلال الفترة الماضية جراء الأوضاع الإقتصادية والخدماتية السيئة وانهيار العملة وانهيار حياته المعيشية إلى درجة أصبح عندها فاقد لكرامته، ولا يعلم ما الذي سوف يتعرض له في القادم، سنجد حتماً، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن الأستاذ هو الأكثر ضرراً من الطالب بعد أن أصبح لم يعد قادراً على إنجاز مهامه التدريسية والأكاديمية والحياتية، فمهام الأستاذ لاتتركز فقط على تدريس الطالب بل تضاف إليها مهام حياتية أخرى لا يمكن حصرها في مسئوليته تجاه أسرته وأولاده وتوفير وسائل العيش الكريم لهم والتي أصبحت في الحضيض ولم يعد قادراً على توفيرها، بل لديه مسئوليات أخرى تجاه عائلته كذلك (والديه وإخوانه وجميع أهله) إضافة إلى علاقاته الإجتماعية التي لم تعد تتوفر لديه الإمكانية في القيام بها، كما أنه لا يمكنه التخلي عن مسئولياته تجاه عمله البحثي والأكاديمي وغير ذلك. أما الطالب فمطالبه المشروعة محصورة فقط في انتظام دراسته وإستكمالها في المدة الزمنية المحددة لها، وهذه مطالب مشروعه لكنها لا تمثل إشكالية كبيرة لديه ولدى أسرته، حيث يمكن تعويضها في تحديد مدة دراسية إضافية كما حدث في سنوات ومراحل سابقة توقفت فيها الدراسة بسبب الحرب أو بسبب كوفيد – 19 أو غيرها من الأسباب. ولهذا فإن من الواجب أن يقف الطلاب مع اساتذتهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة التي إذا ما توفرت لهم لاستقرت حياتهم أكثر وازداد عطاءهم الأكاديمي أكثر وأكثر.

وهنا لا بد لنا كذلك أن نشير إلى أن آباء وأولياء أمور الغالبية العظمى من طلاب الجامعات، الذين يطالب (بضم الياء) الأكاديميين بالتفكير فيهم، يعانون تماماً من سوء الحال الذي يعاني منه الأكاديميين وربما أكثر، وعلى رأسهم عشرات الآلاف من المعلمين والمعلمات في التربية والتعليم الذين لديهم أبناء يدرسون في الجامعات، وجميعهم يشاركون بفعالية عالية في تنفيذ الإضرابات عن العمل في مرافقهم وفي الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بحقوقهم المشروعة أسوة بالأكاديميين. وهنا تنتفي حجة مطالبة الأكاديميين بالتفكير في الطلاب لأن الجميع هنا في خندق واحد في الإستمرار في الإضراب وتنفيذ برامج التصعيد ضد الحكومة والمطالبة بجميع الحقوق المشروعة كي تستقر حياة الجميع. وختاما نرجو من الأخوة والزملاء العمداء إن يقفوا صفا واحداً مع زملاءهم الأكاديميين ولايخذلونهم بالدعوة إلى إستئناف الدراسة ويقضوا على آمالهم في تحقيق مطالبهم كي يعيشوا بكرامة.

د. عبدالجبار رشاد

جامعة عدن

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
كريتر سكاي | 660 قراءة 

اثار نجل الرئيس صالح بلقائه بقناة الحدث جدلا واسعا بعدم ذكره لطارق صالح.ولم


جهينة يمن | 660 قراءة 

تفاصيل صادمة ...الكشف عن خفايا اعتراف مدين علي عبد الله صالح بقتل والده في قرية الجحشي بسنحان


مراقبون برس | 457 قراءة 

مراقبون برس ينشر نص مقال الصحفي ماجد الداعري بعنوان "هل قتل عفاش وهو هارب أومنسحب تكتيكيا من من


جهينة يمن | 454 قراءة 

مَن قتل صالح… ومَن قتل الرواية؟


المرصد برس | 403 قراءة 

كشف مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، عن حقائق جوهرية خطيرة تتعلق بملف البطاقة الإلك


جهينة يمن | 401 قراءة 

خالد الرويشان يؤكد هذا الامر بشان مقتل الرئيس صالح


نيوز لاين | 337 قراءة 

إعلان واحد قلب الموازين: كيف تغيّر مسار الريال اليمني في اليمن ؟


جهينة يمن | 332 قراءة 

وفاة شاب على يد ”راقي شرعي” خلال جلسة طرد جن في اليمن"شاهد فيديو صادم"


يني يمن | 304 قراءة 

تواصل أسعار صرف الريال اليمني في عدن، التحسن أمام العملات الأجنبية، عقب توجيهات البنك المركزي بفرض ت


مأرب برس | 264 قراءة 

قبيل خروجه من منزله في الثنية وسط صنعاء، باتجاه سنحان، جنوب العاصمة، في أحداث ديسمبر 2017 الشهيرة؛ ر