كتب : فضل صالح
هناك رجال يولدون ليكونوا عابرين في الحياة، وهناك رجال يُولدون ليكونوا خالدين في ذاكرة الأرض، تُنحت أسماؤهم في جبين الشمس، ويصبحون رموزًا للبطولة والفداء. القائد الشهيد سيف سُكرة كان من أولئك الذين لا يمرون في التاريخ مرور العابرين، بل من الذين يكتبونه بدمائهم، من الذين يصنعون المجد ويمنحون الحياة للأوطان بثمن أرواحهم.
رفيق الثورة السلمية.. قائد الميدان
جمعتني بالشهيد علاقة لا تشبه غيرها، علاقة نضال مشترك ورفقة طريق محفوفة بالمخاطر، يوم كان الجنوب يئن تحت وطأة الظلم، وكنا نحلم بوطن حر، ونعاهد أنفسنا بأننا لن نخذله. كان الشهيد سيف سُكرة رجلًا لا يعرف التردد، مقدامًا في كل موقف، ثابتًا في كل اختبار، يرى الشهادة شرفًا، والتراجع خيانة.
وحين انتصر الجنوب على الحوثيين في 2015م، لم يتراجع كما يفعل البعض، لم يبحث عن مجد شخصي، بل ظل مرابطًا، يقود، يخطط، ويحمل البندقية فالحرب لم تنتهِ، فقد كان يعلم أن الأرض لا تُحمى إلا بالسلاح، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والسياسة، فالعدو لا ينسى ثأره أبدًا.
في مقدمة الصفوف.. لا خلفها
الشهيد سيف سُكرة لم يكن قائدًا يجلس خلف الطاولات، ولم يكن من أولئك الذين يديرون المعارك من أماكن آمنة، فقد كان يؤمن أن القائد الحقيقي هو من يتقدم الصفوف، ومن يواجه الموت أولًا قبل جنوده، فلم يكن يأمر أحدًا بالتقدم، بل كان يمضي هو أولًا، وكان جنده يعرفون أن خلفه النصر، أو الشهادة.
وفي إحدى معاركه الأخيرة ضد الحوثيين، في ٢٥ رمضان كانت السماء تمطر نارًا، وكانت الأرض تهتز تحت وقع القذائف، وكان هو هناك، يقود القتال كعادته، لا يختبئ، لا يتراجع. حتى جاءته رصاصة الموت، فسقط ببطولة واقفا، واستشهد وهو ما يزال في المقدمة، ما يزال يوجه، ما يزال يحلم بالنصر، حتى آخر رمق في حياته.
وفاءٌ حتى الموت.. تضحية بلا حدود
في اللحظة التي سقط فيها القائد، سمع بسقوطه بطلان آخران، رجلان حملا في قلبهما نفس العهد، ونفس المبدأ، عمر سيف علي (حيدر)، وسيف عمر الجعدي (أوباما) لم يحتملا أن يتركا جثة قائدهما فريسة للعدو، لم يفكرا في حياتهما، لم يخشَيا الموت، بل قذفا بنفسبهما وسط النيران، يحاولان أن ينتزعا جسد القائد سيف سُكرة ، لعلها ينقذانه حتى في موته، لكنهما لحقا به، وسقطا شهيدين وهما يؤديان آخر واجب للوفاء.
مدرسة في الأخلاق قبل القتال
لم يكن سيف سُكرة قائدًا عسكريًا فقط، بل كان مدرسة في الأخلاق والانضباط، كان يرى أن الجندي ليس مجرد مقاتل، بل صاحب قضية، وصاحب القضية لا يكون بلا أخلاق. لم يكن يرفع صوته على جندي، لم يكن يميز بين رجاله، كان واحدًا منهم، يعيش كما يعيشون، يأكل مما يأكلون، وينام حيث ينامون.
كان عادلًا في كل شيء، حتى في المال، فلم يخصم من رواتب جنوده فلسًا واحدًا، كان يعرف أن الجندي الذي يحارب بروحه لا يجوز أن يُظلم في حقه، كان يؤمن أن الحرب لا تُربح بالبنادق فقط، بل بالعدل أيضًا.
إرث لا يموت.. وراية لا تسقط
استشهد القائد سيف سُكرة لكنه لم يمت، لأن الذين يموتون هم الذين لا يتركون أثرًا، وهو قد ترك أثرًا لا يُمحى، بصمة خالدة في كل معركة، وفي قلب كل رفيق سلاح. استشهد، لكنه ترك إرثًا من النضال، وترك رجالًا يحملون رايته، مؤمنين أن الطريق الذي بدأه لا يجب أن ينتهي، وأن الوطن الذي دفع روحه ثمنًا له، لا يجوز أن يُخذل.
سيف سُكرة.. حكاية لن تنتهي
ليس كل موتٍ يُبكي، هناك موتٌ يُلهم، وهناك رجال لا يُرثون، بل يُستذكرون كلما اشتد الخطر، كلما ضاقت الأرض، كلما احتاج الوطن لمن يحمل سيفه ويمضي.
رحل القائد، لكن الضالع تردد اسمه، والجنوب يعرف أنه ما زال حيًا، في كل معركة، في كل موقف صعب، في كل قلب لم يعرف الخوف، ولم يقبل الهزيمة.
المجد والخلود للشهيد سيف سُكرة، ولكل شهداء الجنوب.. والرحمة والخلود لكل من سار على دربه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
في تطور سياسي وعسكري مثير، وضعت الولايات المتحدة شرطًا ثقيلًا ومثيرًا للجدل أمام القوى اليمنية الم
إلى الغزاة الطامعين وأدواتهم ومن في أذنيه صمم.. حضرموت أكثر المحافظات الجنوبية دفعت فاتورة باهظة ثمن
في خطوة مفاجئة قد تعيد تشكيل موازين القوى جنوب اليمن، بدأت الولايات المتحدة الدفع نحو سيناريو جديد
أنباء عن مصرع زعيم الحوثيين "عبدالملك الحوثي" بعد مقتل اثنين من مرافقيه وإصابته
وقع الممثل اليمني الشهير آدم سيف، والذي أطلق عليه لقب “دحباش” في قبضة الشرطة، ويبدوا انه
حذرت ميليشيا الحوثي الإرهابية، من ما تسمى كتائب العائدين إلى صنعاء متهمة إياهم بالعمل لصالح حراس
كشف النقاب اليوم السبت عن القيادات الحوثية العسكرية والميدانية التي استهدفتها ضربات للطيران الأمريكي
شاهد بالـ"فيديو"رجل يمني يبلغ 68 عاماً يبدو بعمر العشرين.. توقف نموه بسبب حقنة علاجية خاطئة
شاهد بالـ"صورة"عصابة الـ100 مليون ريال المنهوبة من حوالات المغتربين اليمنيين تقع في قبضة الأمن السعو