كشفت مصادر خاصة للمركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي عن حالة غير مسبوقة من العزلة التامة تعيشها قيادات الصف الأول لمليشيا الحوثي الإرهابية، وذلك عقب إعلان الولايات المتحدة بدء ضرباتها الجوية على مواقع الجماعة.

وأكدت المصادر أن قيادة الحوثيين أصدرت مذكرة سرية وعاجلة، عممت فيها أوامر صارمة لكافة قياداتها من الصفين الأول والثاني بعدم استخدام أي وسيلة اتصال إلكترونية بأي شكل من الأشكال، خشية تعقبهم واستهدافهم.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الإجراءات شملت أيضًا عائلات القيادات الحوثية، حيث تم إجبارهم على قطع أي تواصل مع المحيط الخارجي. كما أن كبار قادة المليشيا غادروا منازلهم ومقرات إقامتهم المعتادة في مختلف المحافظات التي يسيطرون عليها، وانتقلوا إلى شقق سرية وبدرومات تحت مجمعات سكنية مزدحمة بالسكان، بينما لجأ البعض إلى القرى النائية بعيدًا عن مراكز المدن لتجنب الاستهداف.

وأردفت المصادر أن هذه العزلة المشددة أدت إلى إحداث فراغ إداري واسع وارتباك كبير في عمليات السيطرة والتوجيه داخل منظومة المليشيات، لا سيما في الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية. وأوضحت المصادر أن غياب القنوات الاتصالية التقليدية بين الهرم القيادي والقواعد العسكرية والميدانية تسبب في صعوبات كبيرة في إصدار الأوامر وتنفيذ العمليات ومعرفة الواقع الميداني.

وطبقًا للمصدر أن المليشيات حاولت استخدام وسائل اتصال بدائية كالرسائل الخطية، لكنها تجد صعوبة كبيرة في سرعة تدفق المعلومات والاستجابة، مما انعكس سلبًا على أداء الجماعة في مختلف الجبهات.

ووفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن المليشيات الحوثية وسط هذه العزلة وموجة الخوف والتخبط والتشكيك لجأت إلى تنفيذ حملة اعتقالات واسعة داخل صفوف عناصرها، وسط تبادل للاتهامات فيما بينهم حول تسريب معلومات حساسة للجانب الأمريكي أدت إلى دقة الضربات وإصابة أهداف نوعية في صنعاء وصعدة معقل هذه الجماعة. وأشارت المصادر إلى أن الضربات الأخيرة تسببت في سقوط عدد من القيادات البارزة قتلى، غير أن الجماعة تتكتم بشكل كبير على أسمائهم لتجنب انهيار الروح المعنوية في صفوفها.

يأتي هذا التطور في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها من عمليات الاستهداف الدقيقة ضد مواقع وتحركات الحوثيين، ضمن استراتيجية تهدف إلى تقويض قدراتهم العسكرية وإضعاف منظومتهم القيادية.