ذكرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، اليوم الاثنين، أن الحوثيين في اليمن أصبحوا يمثلون الآن آخر سلاح فعال بيد طهران ضد سياسة "الضغط الأقصى" التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ومع تراجع حماس وحزب الله، يعد الحوثيون القوة الميدانية الوحيدة التي تعتمد عليها إيران لمواجهة الضغوط الأمريكية.

ووفق الصحيفة، فانه على الرغم من نفي المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وجود علاقة مباشرة بين طهران والحوثيين، تشير التقارير الاستخباراتية من المعارضة الإيرانية إلى عكس ذلك. فبعد أن كانوا ميليشيا صغيرة حتى عام 2014، أصبح الحوثيون اليوم يمتلكون ترسانة متطورة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ باليستية فرط صوتية، وصواريخ مضادة للسفن، وطائرات مسيرة انتحارية.

وتؤكد المصادر أن هذه الأسلحة تُصنع وتُنسق عبر "منظمة الصناعات الفضائية الإيرانية" المرتبطة بالحرس الثوري، والذي يوفر أيضاً التدريب اللازم للحوثيين.

وتجري عمليات نقل الأسلحة عبر البحر، حيث يتم إخفاء الشحنات داخل عوامات ضخمة تُطلق في عرض البحر ثم تعترضها سفن أخرى وتقوم بنقلها إلى اليمن. ويشرف على هذه العمليات العميد في الحرس الثوري الإيراني، عبد الرضا شهلائي، الذي كان مسؤولًا عن العديد من الأنشطة الإرهابية في المنطقة ويُعتبر من أبرز القادة العسكريين المدعومين من طهران.

منذ نوفمبر 2023، شهدت منطقة البحر الأحمر هجمات متتالية على السفن التجارية، ما أثر بشكل كبير على حركة التجارة الدولية، وأجبر العديد من السفن على تحويل مساراتها حول رأس الرجاء الصالح، ما زاد من الوقت والتكلفة. وبينما تضررت مصالح العديد من الدول، فإن حلفاء إيران مثل الصين وروسيا لم يتعرضوا لهذه الهجمات، مما يمنحهم ميزة تجارية واضحة.

ورغم الضغوط المتزايدة على إيران، ترى ميغان ساتكليف من مجموعة "سيبيلين" أن طهران ستواصل تعزيز قوتها عبر الحوثيين في محاولة لإثبات قوتها للولايات المتحدة. في المقابل، يرى بعض الخبراء أن أيام الحوثيين في اليمن قد تكون معدودة في ظل تصعيد الحملة العسكرية الأمريكية ضدهم، خاصة إذا تولى الرئيس ترامب قيادة الولايات المتحدة مجددًا.

كما يرى شاهين قبادي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن النظام الإيراني هو "رأس الأفعى" في النزاعات الإقليمية، ويستمر في تصدير الأزمات والإرهاب إلى المنطقة. ويؤكد أن الحل الوحيد للأزمة الإيرانية يكمن في إسقاط هذا النظام، وهو ما لن يتحقق إلا عبر مقاومة منظمة وقوة ميدانية على الأرض.