تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
المولدون.. تغذية راجعة وتداعي أفكار
53 قراءة  |

اهتمامي بموضوع المولدين في اليمن؛ هز ذاكرتي وجعلها تستعيد ذكرى مشاركتي في ندوة عن حقوق الأقليات في مطلع تسعينات القرن الماضي. كانت ورقتي بعنوان (حقوق الأقليات بين الإنصاف والاعتراف) سوف أبحث عنها في جاهزي واعيد نشرها لعلني أجد فيها ما يشبع المعنى. اتذكر أنني عرفت مصطلحات (الأقليات، الذات، الأخر، الإنصاف والاعتراف..الخ) وربما فتحت تلك الندوة بصري على موضوع الإنسان  والاعتراف إذ تنوعت قرأتي في مشكلة الاعتراف طولا وعرضا بما جعلني أجمع المعنى. 

إذ نقصد بالاعتراف هنا التقبل والموافقة، والتقدير والاحترام والإحساس بالآخر بوصفه كائنا جديرا بالتقدير والأهمية والاعتبار بعكس الاستبعاد والتهميش والازدراء والإنكار والإقصاء والقمع والاحتقار..إلخ من الصفات السلبية النمطية التي يتم إلصاقها بالآخر المختلف أو المعايير أو المغاير. والاعتراف يرتبط بقيم إنسانية أخرى أهمها التسامح الذي يعني احترام وقبول وتقدير التنوع والانفتاح تجاه الآخرين المختلفين، والإقرار بحق الاختلاف والتفاهم والفهم، بعكس اللاتسامح الذي يقوم على الجهل والتعصب والانغلاق والاستعلاء والتكبر والتطرف والعنف والإكراه، فالتسامح لا يعني بالضرورة أن نحب الجار بقدر ما يجب علينا أن نجتهد لاحترامه حتى ولو بالقدر الضئيل) وهو يقوم على أساس رسوخ الفكرة الجوهرية لكرامة كل بني الإنسان حتى أقلهم موهبة وشأنا، بالتالي فكرة حق كل منا في أن تكون له أفكاره الخاصة به حتى وإن كانت أكثر الأفكار منافية للعقل، ومخالفة للرأي العام، وهذا هو المعنى من قول فولتير: إنني مستعد أن أقدم حياتي ثمناً في سبيل حقك في التفكير والتعبير بحرية فيما نعتقده وإن كنت على خلاف كامل مع رأيك. وقد حظي مفهوم الاعتراف باهتمام عدد من الفلاسفة والمفكرين منذ أقدم العصور، ففي اليونان كان المثل الأعلى للحرية (هو عليك أن لا تغضب من شبيهك إذا تصرف على هواه في ظل القانون) وفي الحكمة الصينية (لا يمكننا الاستغناء عن الآخر وأنت الآخر بالنسبة له) وفي ديننا الإسلامي الحنيف (عامل الناس كما تحب أن يعاملوك) ورغبة الإنسان بالاعتراف كما قال آدم سميث (هي الرغبة الأكثر التهابا في الطبيعة الإنسانية لا يوجد شخص يستطيع أن يبقى غير مبال بسمة اعتراف الآخرين به ولا يوجد ثمن نحن مستعدون لدفعه لكي نحظى بهذا الاعتراف وقد تخلى البشر بإرادتهم غالباً عن الحياة، وذلك لكي يحظوا بعد موتهم بسمعة لم يستطيعوا الحصول عليها والتمتع بها في الحياة). والحرية هي صراع من أجل الاعتراف حسب هيجل إذ يمكن للمرء أن يتحمل كل مصائب الدنيا مقابل أن ينجوَ من الاحتقار والإهمال والازدراء. وهذا هو ما دفع الفيلسوف الألماني المعاصر إكسل هونيت إلى تاليف كتابة المهم (النضال من أجل الاعتراف) 1992م إذ أكد أن كثيرا من النزاعات الاجتماعية والسياسية التي وجدت في الماضي أو الموجودة اليوم ربما تجد أسبابها في مسألة الاعتراف، التي من دونها يستحيل فهم الدوافع العميقة لمساعي وكفاح الناس وغاياتهم.ولسنا بحاجة إلى التذكير بتلك المعاني الإنسانية السامية التي أوصى بها القرآن الكريم في تعامل الناس بعضهم مع بعض ومنها: العفو والصفح واللين واللطف والرفق والرحمة والشفقة والتواضع، والإنصاف ومنع التنابز بالألقاب، والمودة والمحبة والحوار والتصالح التسامح والتعارف والاعتراف والعدل والبشر وإفشاء السلام.. قال تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات) والأمر كذلك يعد الاعتراف من أسمى الفضائل الإنسانية وأكثرها أهمية للتعايش والسلام والاستقرار والعدل والخير والجمال والنماء والازدهار. إنه الرغبة الثاوية التي تعبر عن الحاجة الفطرية عن كل كائن إنساني إلى أن يعترف به كذات وقيمة عاليتين جديرتين بالتقدير والاحترام لذاتهما وفي ذاتهما ومن أجل ذاتهما، بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، وهي حاجة تأتي مباشرة تماما بعد الحاجات الفيسولوجية، وحاجات السلامة والأمان في هرم عالم النفس الشهير أبراهام ماسلوا. وباعتبارنا كائنات اجتماعية في غاية الحساسية لا نستطيع تنمية هويتنا وبناء علاقة إيجابية مع أنفسنا ومع غيرنا من الناس من دون الاعتراف الإيجابي بذواتنا الإنسانية كقيم عليا يجب أن نحترم. إذ دون الاعتراف المتبادل يستحيل الاندماج الاجتماعي للناس في مجتمع منظم ومنسجم ومستقر ومتعاف ومزدهر. ويعد عالم الاجتماع الفيلسوف الألماني اكسل هونيث(1949) أبرز من درس هذا الموضوع في كتابه صراع من اجل الاعتراف. وهونيت الذي يعد من اهم ممثلي الجيل الثالث لمدرسة فراتكفورت، والذي يعد من اهم المنظرين لمفهوم الاعتراف بالفلسفة  الغربية المعاصرة.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
نيوز لاين | 760 قراءة 

ماذا قال الرئيس علي ناصر عن هتافات الوحدة اليمنية في عدن؟


المشهد الدولي | 616 قراءة 

بن بريك يكشف عن معالجات عاجلة اتخذها مع البنك المركزي اليمني لتحسين الاوضاع الاقتصادية وكشف عن شرطه


المجهر | 535 قراءة 

أصيب عدد من المدنيين وتضررت محال تجارية في شارع الأربعين وسط العاصمة المختطفة صنعاء، جراء سقوط صاروخ


صوت العاصمة | 492 قراءة 

اشتعلت جبهة الحد في يافع بمحافظة لحج فجر اليوم الإثنين، حيث تخوض القوات المسلحة الجنوبية، مسنودة برج


المنارة نت | 447 قراءة 

غارات جديدة تستهدف قيادات وثكنات عسكرية حوثية في 6 محافظات


الأمناء نت | 434 قراءة 

أول تعليق من السفير السعودي على تعيين بن بريك رئيساً للوزراء


المشهد اليمني | 413 قراءة 

نقل موقع إسرائيلي عن مصادر لم يسمها قولها إن جيش الاحتلال يستعد للرد على الحوثيين لكن التوقيت غير


نافذة اليمن | 342 قراءة 

وصف سياسي موالي للميليشيات الحوثية في اليمن جماعته بالأغبياء بسبب معاداتهم للفنانين وتوجيه لهم تهم س


بوابتي | 338 قراءة 

نسخة حوثية من جحيم صيدنايا... الكشف عن سجن سري تمارس فيه المليشيا التعذيب والاغتصاب


اليمن السعيد | 329 قراءة 

تراجع أمريكي إسرائيلي بشأن غزة.. ما علاقة صنعاء؟