كشفت تقارير إخبارية لبنانية عن رسائل تحذيرية شديدة اللهجة وجهها وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، إلى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما الأحد الماضي.

وأفاد مصدر حكومي عراقي لصحيفة الأخبار بأن هيغسيث شدد على "ضرورة منع أي تدخل من قبل الفصائل المسلحة العراقية في الرد الأميركي ضد الحوثيين في اليمن"، محذرًا من أن "أي تحرك في هذا الاتجاه سيُقابل برد عسكري مباشر داخل العراق".

كما تضمنت الرسالة الأميركية مطلبًا صارمًا بالإسراع في تفكيك الفصائل المسلحة ونزع سلاحها، مؤكدةً أن "هذا الملف يحظى باهتمام خاص من إدارة الرئيس دونالد ترامب".

وفي المقابل، أبلغ السوداني الجانب الأميركي بأن حكومته تعمل على معالجة هذا الملف عبر حوارات مع الفصائل المسلحة، بهدف التوصل إلى تسوية، وفقًا للمصدر.

ويأتي هذا التحرك وسط تصاعد الضغوط الأميركية على الحكومة العراقية لتقليص نفوذ الفصائل المسلحة، في ظل دفع إيراني للحفاظ على دورها في المشهد السياسي والأمني.

في سياق متصل، أفادت مصادر مطلعة في بغداد بأن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، قام بزيارة غير معلنة إلى العاصمة العراقية، حيث عقد اجتماعًا مع قادة الإطار التنسيقي، والفصائل المسلحة، والحشد الشعبي، بحضور السفير الإيراني. وتزامنت الزيارة مع الغارات الجوية الأميركية على اليمن.

وبحسب المصادر التي نقلت تصريحاتها وسائل إعلام محلية، ركز الاجتماع، الذي عُقد أول أمس، على التطورات الإقليمية المتسارعة، مع التأكيد على التزام العراق بموقف الحياد وعدم التدخل في الملف السوري، إضافةً إلى ضبط الأمن الداخلي ومنع أي تحركات خارج إطار الدولة.

كما تمت مناقشة تداعيات التصعيد الأميركي في اليمن بعد استهداف الحوثيين، إلى جانب قراءة معمقة للمشهد الأمني في الشرق الأوسط.

وفي هذا الإطار، حمل قاآني رسائل إيرانية واضحة إلى الحكومة العراقية، شددت على دعم الموقف الرسمي في الحفاظ على التوازن الإقليمي وعدم الانخراط في أي محاور متصارعة.