تجسد الفنانة أماني الذماري النموذج الحقيقي للفنانة التي لا تستعجل النجومية، بل تدرك أن الإبداع هو السبيل الأوحد للوصول إلى القمة. فمسيرتها الفنية، رغم تقطعات ظهورها، مليئة بالإنجازات التي تتحدث عنها الأعمال التي شاركت فيها، وليس كثافة الظهور. في عالم الفن الذي يتسابق فيه الكثيرون وراء الأضواء، تميزت أماني بقدرتها على خلق توازن نادر بين الظهور اللامع والعمل المتقن، مما يجعلها حقاً فنانة استثنائية. لو أنها قررت البقاء بعيداً عن الأضواء، لظل اسمها يلمع بين الفنانين الكبار، محققاً لذة النجاح المستدام.

وهذا هو سر تفردها؛ فهي تقدم أدواراً تتسلل إلى قلوب الجمهور بصمتٍ وعمق، وتترك بصمات نيِّرة.

قبل سنوات، كانت لديَّ ملاحظات نقدية متواضعة على إدارتها لحواراتها مع زملائها في المناسبات العيدية. شاهدت لها أكثر من ثلاث حلقات، آنذاك، ولم أعد أتابعها بعد تلك الإطلالة إلا بعد مرور سنوات، حتى شاهدتها تظهر بعد غياب طويل في قناة “المهرية”، في مسلسل “دُرة”.

أعتبره ظهورًا لفنانة استطاعت، خلال فترة غيابها عن الشاشة الصغيرة، أن تفكر وتعمل بجد للمشاركة في أعمال درامية لاقت إشادة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم وجود بعض الملاحظات البسيطة على ظهورها، لكنها تستحق بجدارة لقب “النجمة”.

ذكرني غياب أماني عن الظهور المتكرر بالفنانة منى علي، التي أشاد بها الفنان الكبير نبيل حزام، وأنا أؤيد رأيه بشأن منى علي، التي ما تزال غائبة عن الشاشة منذ سنوات. ومن الواضح أن أماني الذماري تفضل البقاء بعيداً عن الظهور المتكرر، مما يعكس رغبتها في العمل بصمت وبعيداً عن دوامة السعي وراء الشهرة، وهو ما يسعى إليه الكثيرون من زملائها، حتى وإن لم يتوافق مع قناعاتهم الفنية.

إنها مرض الشهرة والغرور الذي أصاب العديد من أدعياء الدراما اليمنية، الذين لا يتوانون عن الظهور في أي مكان، حتى في إعلانات “الحفاظات” التجارية.

أرى في وجه أماني الطموح، بهدوء وإخلاص للفن، وللدور وقدسية الدراما. إذا استمرت على هذا المسار، فلا شك أنها ستحصد احتراماً متزايداً كلما تمسكت برغبتها في احترام التمثيل وجمهور الفن الراقي. وهي فنانة تستحق الاحترام والتقدير، لاشك في ذلك، وقد أثبتت أنها تملك حساً فنياً سيوصلها إلى مصاف الفنانين الكبار.

نعم، إنها فنانة تملك روحاً فنية لافتة ورائعة، وقادرة على خوض مستقبَلٍ درامي لتُرسّخ تجربة بدأت بها بكل ثقة، وستحقق لها جميع أمانيها العظيمة.