قت دولة الامارات قرارا حاسما وحازما، مثل صدمة كبيرة لحكامها ترقى الى الفاجعة، لكونه يعلن فشل مساعي ابوظبي ونفقاتها المالية الضخمة على مدى سنوات، للسيطرة على كامل ساحلي البحر الاحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة.

جاء هذا باعلان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني الفريق الركن اول عبد الفتاح البرهان إن "القوات المسلحة السودانية مستمرة في إنهاء التمرد بشكل نهائي". نافيا "إمكانية التفاوض مجددا مع قوات الدعم السريع" (مليشيا الجنجويد) الانقلابية الممولة من الامارات.

وأكد البرهان أثناء زيارته مدينة شندي: إنه "لن يتراجع عن القتال حتى تحرير كامل الأراضي السودانية، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوداني". كاشفا عن "إرسال تعزيزات من القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش إلى مدينة الفاشر بشمال دارفور لانهاء التمرد".

سبق هذا، نهاية يونيو الفائت، صفعة قوية ومربكة دوليا، للامارات، داخل مجلس الامن الدولي، التابع لهيئة الامم المتحدة، عبر شكوى رسمية ضد ابوظبي وتدخلاتها العسكرية والسياسية في تمزيق الدول واشعال الصراعات والحروب الاهلية داخلها، واخرها دولة السودان.

وقدم سفير السودان لدى الامم المتحدة، الحارث إدريس الحارث محمد، اتهاما مباشرا للامارات بإشعال الصراع في السودان، خلال اجتماع دوري لمجلس الامن الدولي، تضمن جدول اعماله بحث الوضع في السودان. وقال: إن "قوات الدعم السريع "المدعومة بالسلاح من الإمارات" "تستهدف القرى والمدن بشكل متعمد وممنهج".

مضيفا: "يجب على الإمارات أن تبتعد عن السودان. هذا هو المطلب الأول الذي سيسمح بالاستقرار في السودان، وعليها أن توقف دعمها". وأردف: "إن دعم أبوظبي المالي والعسكري لقوات الدعم السريع هو السبب الرئيسي وراء هذا الوضع المطول". داعيا هيئة الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى "التحدث بشجاعة وإدانة الحكومة الإماراتية علانية".من جهته، سارع المبعوث الاماراتي لدى الامم المتحدة، إلى الرد على اتهام سفير السودان دولة الإمارات خلال اجتماع لمجلس الأمن، بإثارة الصراع في بلاده، عبر نفي الاتهام السوداني بوصفه "غير صحيح". رغم اثبات وزارتي الخارجية والدفاع السودانيتين التورط الاماراتي.

وسبق أن اتهم الجيش السوداني الامارات، بـ "دعم قوات الدعم السريع المتمردة". كما طلب مجلس السيادة الحاكم في السودان، رسميا في إبريل الفائت، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لوضع حد للتدخل الاماراتي في اشعال الصراع بالسودان، لكن مجلس الامن رفض الاستجابة للطلب.

جاء هذا عقب صدور قرار رسمي سوداني نهاية مارس الفائت، بطرد سفير دولة الامارات، هو الثاني للامارات الذي يطرد دوليا خلال اقل من عامين، اعتراضا على خرق الامارات البروتوكول الدبلوماسي بانتهاك السيادة الوطنية والتدخل في شؤون الدول ودعم اضطرابات سياسية وعسكرية فيها.