يمن إيكو|تقرير:

أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الخميس، عن قلقه الشديد إزاء دخول قرار واشنطن تصنيف حركة “أنصار الله” اليمنية كمنظمة إرهابية، لما سيكون لذلك من تداعيات على الجهود الأممية الرامية للتوصل إلى تسوية سلمية في اليمن، مجدداً تأكيده الالتزام بمواصلة مهامه وبما يشمل عقد اجتماعات لمناقشة القضايا الملحة، وعلى رأسها تبادل المحتجزين المرتبطين بالنزاع.

وقال غروندبرغ- في إحاطة جديدة أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، تابعها موقع “يمن إيكو”-: إن “قرار الولايات المتحدة بتصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية دخل حيز التنفيذ. وبينما لا تزال تداعياته الكاملة غير واضحة، أؤكد مجدداً أهمية حماية جهودنا الهادفة إلى تحقيق تسوية سلمية في اليمن”، مشدداً على الحفاظ على مساحة الوساطة متاحة أمام اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة”.

وأضاف قائلاً: “أرى وأشعر بالإحباط العميق الذي يشعر به الشعب اليمني، الذي لا يزال يتحمل تبعات عقد كامل من الصراع، وأظل متمسكاً بقناعتي بأن الحل القائم على المبادئ والحياد هو السبيل الوحيد للمضي قدماً. لهذا السبب، تبقى عناصر خارطة الطريق مساراً قابلاً للتطبيق”.

وقال غروندبرغ: “لقد مر أكثر من عشر سنوات على هذا الصراع والذي لا يزال بدون حل، مما فاقم من المعاناة القاسية التي يواجهها اليمنيون. فمنذ بداية النزاع، انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من النصف”.

وأكد أن قيمة الريال اليمني في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية تراجعت بنسبة وصلت 50% خلال العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وساهم في ازدياد معدلات الفقر في جميع أنحاء البلاد، مشيراً إلى أن موظفي الخدمة المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرة “أنصار الله” (حكومة صنعاء) لم يتلقوا رواتبهم بانتظام أو بالكامل منذ عام 2018، في حين يواجه زملاؤهم في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية تأخيرات أيضاً في صرف الرواتب.

ونبه المبعوث الأممي إلى أنه يتعين على جميع الأطراف اتخاذ قرارات صعبة ولكن ضرورية، والقبول بتسويات، لا سيما فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، كما يتعين على المجتمع الدولي دعم الجهود التي يقودها اليمنيون، مشدداً على أهمية وجود عملية سياسية جامعة تشمل طيفاً واسعاً من اليمنيين، لضمان وضع حد نهائي لهذا النزاع وتمكين اليمنيين من العيش بسلام.

وتابع قائلاً: “خلال الشهر الماضي، شهدنا استمراراً لتوقف الهجمات التي تشنها “أنصار الله” (قوات حكومة صنعاء) على السفن في البحر الأحمر وعلى أهداف داخل إسرائيل، وهو تطور إيجابي، ومع ذلك، كما يدرك هذا المجلس جيداً، فإن الأجواء المواتية للسلام تظل هشة وعرضة للتغير. لذلك، يجب تعزيز التطورات الإيجابية وترسيخها على أسس أكثر استدامة”.

الثلاثاء الماضي، دخل قرار الإدارة الأمريكية تصنيف حركة “أنصار الله” اليمنية حيز التنفيذ، على خلفية هجماتها في البحر الأحمر، إسناداً لغزة، ويوم الأربعاء أعلنت الخزانة الأمريكية إدراج 7 من كبار قيادات الحركة على لوائح العقوبات، وسط مخاوف من التأثير السلبي لهذا التصنيف على مسار الجهود الأممية الرامية إلى الوصول بأطراف الصراع في اليمن إلى تسوية سياسية لإنهاء النزاع الذي استمر قرابة عشر سنوات.