استعراض خاص بـ “واي دي”:
ذات يوم قال عمر بن الخطاب لأصحابه: دلوني على رجل إذا كان في القوم أميرا فكأنه ليس بأمير وإذا لم يكن أميراً فكأنه أمير؟ فقالوا: ما نعرفه إلا الربيع بن زياد. فقال عمر صدقتم.
لقد كان الربيع فاتحا وأميرا لبلاد سجستان جميعها، ثم أمير بلاد خرسان، وكان له دورا عظيما في نشر الإسلام وتأسيس العصر العربي الإسلامي في تلك الآفاق والبلاد الممتدة.
وتقع سجستان جنوب شرق إيران، تحديدًا في محافظة سيستان وبلوشستان، وتمتد إلى أجزاء من جنوب أفغانستان (ولاية نيمروز) وبعض المناطق الحدودية في باكستان.
أما خراسان فهي منطقة تاريخية مهمة تمتد عبر أجزاء من إيران، أفغانستان، أوزبكستان، وتركمانستان، وكانت مركزًا للحضارة الإسلامية والعلم والتجارة.
ينتمي الربيع بن زياد الحارثي إلى قبيلة بني الحارث المذحجية، وتنتشر في منطقة براقش بالجوف ومأرب ومنطقة نجران وعسير وبيشة وخميس مشيط والطائف.
كانت أنباء بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته إلى الإسلام بمكة تأتي إلى نجران منذ وقت مبكر.
لقد بعث أهل نجران ومنهم قبيلة بنو الحارث بن كعب ثلاثة وفود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من هذه الوفود وفد بن الحارث بن كعب في سنة 10هجرية وكانوا زهاء 60 راكبا قدموا على رسول الله بالمدينة المنورة، بينهم الربيع بن زياد بن أنس بن الديان وقيس بن الحصين بن الديان وغيرهم.
مكث وفد بني الحارث بن كعب في المدينة المنورة 6 أشهر ثم عادوا إلى منطقتهم في نجران وكان رسول الله قد أمّر عليهم قيس بن الحصين وذلك في نهاية سنة 10هجرية.
قال ابن هشام في السيرة النبوية: لما قدم وفد بني الحارث بن كعب على رسول الله فرآهم قال: “من هؤلاء القوم الذين كأنهم رجال الهند”، فقيل: يا رسول الله هؤلاء رجال بني الحارث بن كعب”.
فلما وقفوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلموا عليه وقالوا نشهد أنه لا إله الا الله وأنك رسول الله”.
وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، قام عبد الحارث بن أنس بن الديان عم الربيع بن زياد في أهل نجران إذ بلغهم موت النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم سيدا فهيم.
فقال: يا أهل نجران من أمركم بالثبات على هذا الدين فقد نصحكم، ومن أمركم أن تزيغوا فقد غشكم إلى أن قال: وإنما كان نبي الله عارية بين أظهركم فأتى عليه أجله وبقي الكتاب الذي جاء به فأمره أمر ونهيه نهي إلى يوم القيامة.
وقد ثبت بنو الحارث بن كعب وسائر قبائل اليمن على الإيمان مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الايمان يمان والحكمة يمانية”.
غزواته
انطلق الربيع بن زياد بن الديان الحارثي مع الصحابة والفرسان الذين انطلقوا من اليمن حاملين رسالة الإسلام إلى العراق ومشارقها سنة 14هجرية.
لقد افتخر “عمرو بن معد كرب الزبيدي” بفتوحات الربيع بن زياد لأنه من رؤساء مذحج فقال معد بن كرب الزبيدي رضى الله عنه في قصيدة له بعد موقعة القادسية ونهاوند:
والقادسية حيث زاحم رستم كنا الحماة بهن كالأشطان
الضاربين بكل أبيض مخذم والطاعنين مجامع الأضغان
مضى الربيع بن زياد وأخوه المهاجر بن زياد بالجنود من البصرة مع أبي موسى الأشعري أمير البصرة لفتح الأهواز فغلب على جميع أراضيها الا “مناذر” وذلك سنة 17هجرية.
سار أبو موسى الاشعري إلى مناذر فحاصر أهلها فاشتد قتالهم فكان المهاجر بن زياد أخو الربيع بن زياد في الجيش، فقاتل المهاجر أهل مناذر قتالا باسلا حتى استشهد فأخذ أهل مناذر راسه ونصبوه على قصر لهم بين شرفتين، ولم يتمكن الجيش من فتح “المناذر”، ثم سار بعدها أخوه الربيع بن زياد بجيش وفتحها عنوة.
مع حلول سنة 22 هجرية كان الفتح العربي الإسلامي قد شمل ثلاثة أقاليم في بلاد فارس تابعة لولاية البصرة، وهي إقليم الاهواز، وأصبهان، وإقليم فارس، حيث كانت ولاية البصرة تشمل البصرة ونواحيها (جنوب العراق) ومنطقة البحرين (الخليج العربي).
كان أبو موسى الاشعري أمير البصرة قد استعمل على البحرين الربيع بن زياد الحارثي وأقره الخليفة عمر بن الخطاب على ذلك.
بعد انتهاء ولايته للبحرين انتقل الربيع بعدها إلى الجهاد وقد اشتهر ببطولته وفروسيته.
انطلق الربيع بجيشه وفتح مدينة كرمان سنة 23هجرية، وقد قاد فتوح عدة في مناطق من الأحواز وفارس وكرمان ومكران، ثم انطلق من مدينة شريجان عاصمة إقليم كرمان الى فتح مدينة سجستا وهي أعظم مدن خرسان.
وفي سنة 30 هجرية دخل الربيع بن زياد مدينة زرنج عاصمة سجستان وأصبح واليا عليها، فاتخذ مدينة رزنج عاصمة ومقرا للولاية وأسس دعائم العصر العربي الإسلامي فيها.
بعد نحو عشرة أعوام وتحديدا في أواخر سنة 32هجرية، وبسبب الأحداث التي كانت تعصف بالدولة الإسلامية بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، عاد الربيع إلى البصرة.
كان الربيع من الذين اعتزلوا الفتنة وانقطعت أخباره نهائيا وكأنه فعل مثل الصحابي عمران بن حصين الخزاعي لما استشاره عثمان بن حنيف فقال له عمران: اعتزل فاني قاعد.
ما إن استقرت الأوضاع واجتمع أمر الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان سنة 41 هجرية أعاد معاوية رضي الله عنه الربيع بن زياد واليا على سجستان، ليستأنف الربيع فتوحاته ففتح مدن خراسان مدينة تلوى أخرى حتى وصل الى مدينة “كابل” الأفغانية ومدينة قهستان من أرض الصين أواخر سنة 51هجرية.
في سنة 52 هجرية قاد الربيع بن زياد أول غزو عربي إسلامي إلى ما وراء نهر جيحون بـ أسيا الوسطى وهي بلاد بخارى وما جاورها من أوزبكستان فيما وراء النهر.
وفاته
بعد نحو عام من فتحه بخارى، استقر الربيع بن زياد بن الحرث بن الديان في مدينة “مرو” بخرسان أميرا عليها حتى وافاه الأجل سنة 53هجرية رحمه الله، بعد أن أبلى بلاء حسنا في الجهاد والفتوحات ابتداء من شبه الجزيرة العربية مرورا بخرسان وصولا إلى الصين.
سلسلة حلقات “يمانيون في موكب الرسول”:
الجزء الأول من سلسلة “يمانيون في موكب الرسول”
الحلقة الثانية والثلاثون: الصحابي عمران بن حصين مصافح الملائكة وإمام التابعين
مرتبط
الوسوم
يمانيون في موكب الرسول
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
شنت مليشيا الحوثي الإرهابية، فجر اليوم الثلاثاء، هجومًا عنيفًا على مدينة مارب من ثلاثة محاور، بال
تداول نشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مرئيًا وصف بـ”الصادم” جرى توثيقه ف
كشفت مصادر وثيقة الاطلاع، اليوم، عن عزوف كبير من قبل المواطنين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي عن الاست
العاصمة عدن: دولار امريكي= 2348 : 2330 ريال سعودي= 614 : 611 حضرموت: دولار امريكي= 2348 : 2330 ريال