تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
يوم اللغة السقطرية.. احتفاء بلسان الجزيرة المهدد بالاندثار
56 قراءة  |

 

في أقصى اليمني، حيث تعانق سقطرى أمواج المحيط، تقف لغة قديمةٌ أمام اختبار الزمن.

إنها اللغة السقطرية، التي ظلت لقرونٍ طويلةٍ تحكي تاريخ الجزيرة وسكانها، لكنها اليوم تواجه خطر الاندثار مع تزايد تأثير اللغة العربية على الأجيال الجديدة.

في الثالث من مارس من كل عام، يحتفل أبناء سقطرى بيوم اللغة السقطرية، محاولة للحفاظ على هذا الموروث اللغوي الذي يعكس هوية الأرخبيل وثقافته

.

 

لغةٌ من عمق التاريخ

تنتمي السقطرية إلى اللغات العربية الجنوبية الحديثة، وهي فرع من اللغات السامية التي كانت يوما ما واسعة الانتشار في جنوب الجزيرة العربية.

يتحدث بها سكان أرخبيل سقطرى، الممتد من جزيرة سقطرى إلى عبد الكوري وسمحة ودرسة، وتتنوع لهجاتها بين الساحل والجبل، حيث تختلف نطقا وتعبيرا لكنها تبقى متصلة بجذور واحدة

.

 

عبر تاريخها، بقيت اللغة السقطرية معزولة عن البر العربي، مما منحها طابعا فريدا وجعلها واحدة من أقدم اللغات الحية التي لا تزال تُستخدم حتى اليوم.

إلا أن هذه العزلة لم تدم طويلًا، فمع تزايد الاستيطان العربي في الجزيرة، أصبحت السقطرية تحت تهديد التهميش، خصوصا بعد أن أصبحت العربية لغة التعليم والإدارة، بينما بقيت السقطرية لغة الحديث اليومي، لكنها تراجعت بين الأجيال الجديدة التي باتت تجد صعوبة في تعلمها وإتقانها

.

 

التعليم.. ضربة قاصمة للغة الأم

في المدارس، يُمنع الطلاب من استخدام لغتهم الأم، وتُفرض العربية كلغة رسمية للتعليم، مما يجعل الأجيال الناشئة أكثر ارتياحا لاستخدام العربية على حساب السقطرية.

حتى في سوق العمل، لا يُقبل الموظفون إلا إذا كانوا يجيدون العربية، وهو ما جعل السقطرية تتراجع تدريجيا، حيث أصبح استخدامها محصورا في الأحاديث اليومية بين كبار السن

.

 

هذه الهيمنة اللغوية لم تؤثر فقط على انتشار السقطرية، بل أدت إلى اندثار أجزاء كبيرة من التراث الشفهي الذي كان يُتناقل عبر الأجيال، مثل القصص الشعبية، والأشعار، والأمثال التي كانت تمثل هوية الجزيرة الثقافية

.

 

محاولات للإنقاذ.. لكن إلى أين؟

في عام 2014، حاول فريقٌ من الباحثين الروس بقيادة الدكتور فيتالي نومكين توثيق اللغة السقطرية، فوضع نظاما كتابيا لها، ونشر مجموعة من الأدب الشفوي المترجم إلى العربية والإنجليزية، في محاولة للحفاظ على هذا التراث اللغوي.

ومع ذلك، لا تزال هذه الجهود محدودةً، حيث لم تُعتمد السقطرية رسميا في المناهج التعليمية، ولم يجر أي دعم حكومي لتعزيز استخدامها أو حمايتها

.

 

بين الاحتفال والمخاوف.. ماذا بعد؟

يوم اللغة السقطرية ليس مجرد احتفالٍ تقليدي، بل هو صرخة تحذير من خطر اندثار لغة كانت يوما صوت الجزيرة، لكنها اليوم تتلاشى أمام زحف العربية.

وبينما تتعالى الأصوات المطالبة بحمايتها، يظل السؤال قائما: هل يشهد المستقبل صحوةً تحمي السقطرية من الاندثار، أم أن هذا اليوم سيصبح مجرد ذكرى للغةٍ تموت بصمت؟

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
المرصد برس | 1133 قراءة 

كشفت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء عن تفاقم الخلافات الداخلية العميقة بين أجنحة جماعة الحوثي،


مساحة نت | 958 قراءة 

في خطوة مفاجئة، كشف حزب الإصلاح – الذراع السياسي للإخوان المسلمين في اليمن – عن استعداده للدخول في


اليمن السعيد | 917 قراءة 

وردنا الآن.. حكومة صنعاء توجه برفع جاهزية جميع وزارات ومؤسسات الدولة .. والسبب


المشهد اليمني | 785 قراءة 

لقي تسعة من عناصر جماعة الحوثي مصرعهم، بينهم قيادات ميدانية وخبير في منظومة الدفاع الجوي فاطر 1 ،


صوت العاصمة | 761 قراءة 

ترأس الأستاذ علي عبدالله الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية،


بوابتي | 705 قراءة 

قصف عنيف وانفجارات مدوية في صنعاء


صوت العاصمة | 693 قراءة 

لقي تسعة من عناصر جماعة الحوثي مصرعهم، بينهم قيادات ميدانية وخبير في منظومة الدفاع الجوي "فاطر 1"، ج


بوابتي | 689 قراءة 

البرلماني القاضي: أقسم بالله أن الخلاص من الحوثي قريب وهذه رسالة إلى المخدوعين أو المتواطئين


اليوم برس | 501 قراءة 

شن الطيران الأمريكي قبل قليل غارات


نافذة اليمن | 469 قراءة 

نفذت القوات الجوية الأمريكية، مساء الثلاثاء، سلسلة غارات جوية مركّزة على مواقع استراتيجية تابعة لميل