استعراض خاص بـ “واي دي”:

من الشخصيات اليمانية الصحابي العالم والمجاهد الجليل: أبو نجيد عمران بن حصين الخزاعي؛ كانت تصافحه الملائكة وتعوده، ثم افتقدها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كان رجالا كانوا يأتونني لم أر أحسن منهم وجوها ولا أطيب أرواحا ثم انقطعوا عني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصابك جرح فكنت تكتمه؟ فقال: أجل، فقال رسول الله: ثم أظهرته؟ قال: قد كان ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما لو أقمت على كتمانه لزارتك الملائكة الى أن تموت.

إسلامه

كان عمران بن حصين الخزاعي من السابقين الى الإسلام، فقد كان يأتي من منطقة خزاعة في مر الظهران الى مكة بعد البعثة النبوية، فالتقى برسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة فآمن به واعتنق الإسلام.

عاد عمران بن حصين الى منقطة خزاعة يحمل كلمة الإسلام وداعيا إليها قومه، فأسلم أبوه وأخته.

ولم يزل في منطقة خزاعة الى أن هاجر الى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية فوصلها وقت فتح خيبر مع أبي هريرة والذين هاجروا من قبيلة دوس كان ذلك في السنة السابعة من الهجرة.

فضائله

عمران بن حصين الخزاعي من أعلم الصحابة بالقرآن والسنة النبوية والفقه، فمنذ هجرته إلى المدينة، سنة 7 هجرية، أعطى عمران بن حصين للعلم وقتا واسعا حتى بلغ خلال السنوات الأربع التي صحب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتبة عالية في علم القرآن والسنة والفقه.

وهي المرتبة التي استحق معها أن تزوره الملائكة وتسلم عليه، وكذلك يبقى من كبار علماء الصحابة في حياته التي امتدت 41 سنة بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام.

عمران بن حصين من علماء الصحابة، وله في كتب الحديث مائة وثلاثون حديثا، وهو الشخصية الثانية في ولاية البصرة بعد أميرها أبي موسى الاشعري في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنهم، وله يرجع الفضل، بعد الله، في تعليم أهل البصرة الفقه والقرآن.

فقد مكث عمران بن حصين يُعلم الناس الفقه والقرآن وينوب عن أبي موسى الاشعري إذا سافر عن البصرة طيلة ولاية أبي موسى للبصرة في خلافة عمر بن الخطاب، 16هجرية، حتى نهاية سنة 23هجرية – ثم في خلافة عثمان بن عفان، مطلع سنة 24هجرية حتى سنة 29هجرية.

اعتُبر عمران بن حصين، إمام التابعين، ولذلك كان الإمام الحسن البصري رضي الله عنهم جميعا يحلف أنه ما نزل البصرة خير من عمران بن حصين الخزاعي، قال أبو نعيم في الحلية: كان عمران بن حصين الخزاعي مجاب الدعوة.

خلال ولاية عبد الله بن عامر للبصرة تولى عمران بن حصين منصب القضاء، فمكث قاضيا بالمدينة إلى أن رأى بعض الخروج عن النهج القويم فتقدم باستقالته، فقد كان أول من يستقيل من منصب القضاء في سائر الولايات في عصر الخلافة الراشدة.

غزواته

أخذ عمران بن حصين الخزاعي مكانه العالي في موكب رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ هجرته إلى المدينة سنة 7 هجرية، وجاهد في الغزوات والسرايا النبوية.

كان له مقام رفيع وكبير في فتح مكة المكرمة إذ أنه كان قائد وصاحب راية خزاعة كلها في فتح مكة، حيث كانت معه راية خزاعة في فتح مكة.

لقد كانت قبيلة خزاعة القوة الثانية بعد الأوس والخزرج (الأنصار) في فتح مكة بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة 8هجرية.

ثم سارت خزاعة بقيادة عمران بن حصين في جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحاربة هوازن وثقيف في موقعة حنين – شوال 8هجرية.

فنصر الله المسلمين في حنين ثم في فتح الطائف، ثم عاد عمران بن حصين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين معه الى المدينة المنورة، ثم كانا هو وعبد الله بن بديل بن ورقاء على رأس فرسان خزاعة في جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 9 هجرية، في غزوة تبوك.

في شهر جماد من سنة 29 هجرية استعمل الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه على ولاية البصرة عبد الله بن عامر بن كريز.

فاستنفر عبد الله بن عامر جيش وأهل البصرة لفتح مدينة “اصطخر” الفارسية وبلاد خرسان، فاجتمع لذلك جيش كثيف وأسند عبدالله بن عامر قيادة الجيش الى عمران بن حصين الخزاعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الفتنة الكبرى وموقف عمران منها

بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، سنة 36هجرية، ومبايعة الخليفة علي بن أبي طالب بالخلافة في المدينة المنورة، أطلت الفتنة الكبرى بين المسلمين.

انقسم أهل البصرة إلى ثلاثة فرق: فريق مع أم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير، وفريق انضم إلى الخليفة علي بن أبي طالب، قبل موقعة الجمل، وفرقة لا ترى جواز الاقتتال فاعتزلت وخرجت من البصرة قبل موقعة الجمل.

وكان ممن أعتزل هذه الفتنة من الصحابة، عمران بن حصين الخزاعي، عبد الله بن عمر بن الخطاب، سعد بن أبي وقاص، جرير بن عبد الله البجلي، زيد بن ثابت الانصاري، كعب بن مالك الانصاري، وغيرهم.

كانت موقعة “الجمل” بين جيش أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها والخليفة علي بن أبي طالب رضى الله عنه، سنة 36هجرية، قتل فيها عددا كبيرا من الطرفين وبينهم عدد غير قليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي صفر سنة 37 هجرية في موقعة صفين بين أصحاب علي وأصحاب معاوية قتل من الفريقين ستون ألف من أهل الشام وأهل العرق.

سُميت موقعة الجمل بهذا الاسم: لأن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها ركبت جملا اسمه “عسكر” كان قد أعطاها إياه يعلى بن منبه الحنظلي، عامل الخليفة عثمان بن عفان، وقبله الفاروق على اليمن.

أما سبب تسمية موقعة “صفين” نسبة إلى المكان الذي التقى جيش علي بن ابي طالب مع جيش معاوية بن ابي سفيان بالكوفة في العراق.

وفاته

لم يزل عمران بن حصين يُعلم الذين يقصدونه بالبصرة الفقه والقرآن والسنة، فتعلم على يديه الكثير من العلماء التابعين، على رأسهم إمام التابعين الذي خلفه من بعده الحسن البصري.

في سنة 45هجرية استعمل الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه على العراق زياد بن ابي سفيان، فطلب زياد من عمران بن حصين أن يتولى قضاء البصرة فاستجاب، حتى رأى ما يستوجب الاستقالة، فاستعفى زيادا فأعفاه.

توفي الصحابي عمران بن حصين، سنة 52 هجرية بعد أن عانى من شق في بطنه كان يخفيه، فرضى الله عنه وأرضاه، ومن أحفاده في البصرة العالم الجليل القاضي خالد بن طليق بن عمران بن حصين الخزاعي رضي الله عنهم جميعا.

👇

سلسلة

حلقات

“يمانيون

في

موكب

الرسول”

:

الجزء الأول من سلسلة “يمانيون في موكب الرسول”

الحلقة الحادي والثلاثون: الصحابي وائل بن الحضرمي وجد الفيلسوف العربي “ابن خلدون”

مرتبط

الوسوم

موقعة الجمل

موقعة صفين

يمانيون في موكب الرسول

الصحابي عمران بن حسين الخزاعي

علي بن أبي طالب

عثمان بن عفان

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط